الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ} (124)

وقال ابن جبير : من قرأ القرآن واتبع ما فيه ، عصمه الله من الضلالة ووقاه{[45616]} ثم قال : { ومن أعرض عن ذكري }[ 122 ] .

أي : من لم يؤمن بالقرآن ، { فإن له معيشة ضنكا } .

قال ابن عباس/ : هي الشقاء{[45617]} .

وقال مجاهد : معيشة ضيقة{[45618]} . وهو قول قتادة{[45619]} .

وذلك في جهنم ، لأنه جعل على طعامهم فيها الضريع والزقوم . قاله : {[45620]} الحسن وابن زيد وقتادة{[45621]} .

وقيل : عني بذلك{[45622]} أكلهم في الدنيا الحرام ، فالحرام ضيق بسوء عاقبته وإن

اتسع في الظاهر . قاله : عكرمة والضحاك{[45623]} .

وعن ابن عباس أنه : كل ما أنفق في غير ذات الله فهو معيشة ضنك{[45624]} .

وعن أبي سعيد الخدري أنه : عذاب القبر يضيق عليه في قبره ، حتى تختلف أضلاعه{[45625]} ، وقاله{[45626]} السدي{[45627]} : وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم{[45628]} .

روي عنه أنه قال : " أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ " قالو : الله ورسوله أعلم . قال : " عذاب الكافر{[45629]} في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية{[45630]} سبعة{[45631]} رؤوس ينفخن في جسمه ويلسعنه ويخدشنه إلى يوم القيامة " .

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن إذا ألحد{[45632]} في قبره أتاه ملكان أزرقان أسودان ، فيأتيانه من قبل رأسه ، فتقول صلاته لا يؤتى من قبلي ، فرب ليلة قد بات فيها ساهرا حذارا لهذا المضجع فيؤتى من قبل رجليه ، فتقول رجلاه لا يؤتى من قبلنا ، فقد كان ينصب ويمشي علينا في طاعة الله حذارا لهذا المضجع فيؤتى من قبل يمينه فتقول صدقته لا يؤتى من قبلي ، فقد كان يتصدق حذرا لهذا المضجع ، فيؤتى من قبل شماله ، فيقول صومه لا يؤتى من قبلي ، فقد كان يجوع ويظمأ حذارا لهذا المضجع ، فيوقظ كما يوقظ النائم ، ثم يسأل " .

قوله تعالى : { ونحشره يوم القيامة أعمى }[ 122 ] . إلى قوله : { لأولي النهى }[ 126 ] .

قال مجاهد : أعمى عن حجة ، لا حجة له{[45633]} يهتدي بها ، وقاله أبو صالح{[45634]} .

وقيل : معنى ذلك ، أنه لا يهتدي إلى وجه{[45635]} ينال منه نفعا ولا خيرا ، كما لا يهتدي الأعمى إلى جهات المنافع في الدنيا .

وقيل : ( أعمى ) من عمى البصر ، كما قال : ونحشر المجرمين يومئذ زرقا .


[45616]:انظر: جامع البيان 16/225.
[45617]:انظر: جامع البيان 16/226 والدر المنثور 4/311.
[45618]:ز: ضنكا. (تحريف).
[45619]:انظر: جامع البيان 16/226.
[45620]:ز: قال (تحريف).
[45621]:انظر: جامع البيان 16/226 وزاد المسير 5/331 وتفسير القرطبي 11/259.
[45622]:ز: بعث.
[45623]:انظر: جامع البيان 16/226 وزاد المسير 5/331 وتفسير القرطبي 11/259 والدر المنثور 4/311.
[45624]:انظر: جامع البيان 16/227.
[45625]:انظر: الدر المنثور 4/311 وفتح القدير 3/392.
[45626]:ز: قال. (تحريف).
[45627]:انظر: جامع البيان 16/227 وفتح القدير 3/392.
[45628]:قال الحافظ ابن كثير: (قال البزار: حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم {فإن له معيشة ضنكا} قال: "عذاب القبر" إسناده جيد. انظر: تفسير ابن كثير 3/169.
[45629]:ز: للكافر.
[45630]:لكل حية سقط من ز.
[45631]:ز: تسعة.
[45632]:إذا ألحد سقط من ز.
[45633]:لا حجة له سقط من ز.
[45634]:انظر: جامع البيان 16/229 وزاد المسير 5/332 وتفسير القرطبي 11/259.
[45635]:ز: لوجه.