وقال ابن جبير : من قرأ القرآن واتبع ما فيه ، عصمه الله من الضلالة ووقاه{[45616]} ثم قال : { ومن أعرض عن ذكري }[ 122 ] .
أي : من لم يؤمن بالقرآن ، { فإن له معيشة ضنكا } .
قال ابن عباس/ : هي الشقاء{[45617]} .
وقال مجاهد : معيشة ضيقة{[45618]} . وهو قول قتادة{[45619]} .
وذلك في جهنم ، لأنه جعل على طعامهم فيها الضريع والزقوم . قاله : {[45620]} الحسن وابن زيد وقتادة{[45621]} .
وقيل : عني بذلك{[45622]} أكلهم في الدنيا الحرام ، فالحرام ضيق بسوء عاقبته وإن
اتسع في الظاهر . قاله : عكرمة والضحاك{[45623]} .
وعن ابن عباس أنه : كل ما أنفق في غير ذات الله فهو معيشة ضنك{[45624]} .
وعن أبي سعيد الخدري أنه : عذاب القبر يضيق عليه في قبره ، حتى تختلف أضلاعه{[45625]} ، وقاله{[45626]} السدي{[45627]} : وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم{[45628]} .
روي عنه أنه قال : " أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ " قالو : الله ورسوله أعلم . قال : " عذاب الكافر{[45629]} في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية{[45630]} سبعة{[45631]} رؤوس ينفخن في جسمه ويلسعنه ويخدشنه إلى يوم القيامة " .
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن إذا ألحد{[45632]} في قبره أتاه ملكان أزرقان أسودان ، فيأتيانه من قبل رأسه ، فتقول صلاته لا يؤتى من قبلي ، فرب ليلة قد بات فيها ساهرا حذارا لهذا المضجع فيؤتى من قبل رجليه ، فتقول رجلاه لا يؤتى من قبلنا ، فقد كان ينصب ويمشي علينا في طاعة الله حذارا لهذا المضجع فيؤتى من قبل يمينه فتقول صدقته لا يؤتى من قبلي ، فقد كان يتصدق حذرا لهذا المضجع ، فيؤتى من قبل شماله ، فيقول صومه لا يؤتى من قبلي ، فقد كان يجوع ويظمأ حذارا لهذا المضجع ، فيوقظ كما يوقظ النائم ، ثم يسأل " .
قوله تعالى : { ونحشره يوم القيامة أعمى }[ 122 ] . إلى قوله : { لأولي النهى }[ 126 ] .
قال مجاهد : أعمى عن حجة ، لا حجة له{[45633]} يهتدي بها ، وقاله أبو صالح{[45634]} .
وقيل : معنى ذلك ، أنه لا يهتدي إلى وجه{[45635]} ينال منه نفعا ولا خيرا ، كما لا يهتدي الأعمى إلى جهات المنافع في الدنيا .
وقيل : ( أعمى ) من عمى البصر ، كما قال : ونحشر المجرمين يومئذ زرقا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.