الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩} (77)

ثم قال : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم }[ 75 ] .

أي : يا أيها الذين صدقوا الله ورسله وكتبه ، اركعوا واسجدوا في صلاتكم ، { واعبدوا ربكم } أي : ذلوا له واخضعوا بالطاعة { وافعلوا الخير } الذي أمركم بفعله { لعلكم تفلحون } أي : تدركون طلباتكم عند ربكم .

وقال الطبري{[47232]} : لعل هنا بمعنى كي ، وهي عند غيره على معنى ، الرجاء و( لعل ) من الله واجبة . ومذهب أهل المدينة ، مالك{[47233]} وغيره أن لا يسجد في آخر هذه السورة ، وإنما فيها سجدة واحدة عند قوله يفعل ما يشاء .

ورأي جماعة من الفقهاء ، السجود في آخر السورة .

وروي عن ابن عباس أنه قال{[47234]} : فضلت سورة الحج بسجدتين على سائر القرآن .

وعن عمر أنه سجد في آخرها{[47235]} .

وعن ابن عباس وابن عمر أنهما لم يعدا الثانية في سجود القرآن .


[47232]:انظر: جامع البيان 17/204.
[47233]:انظر: زاد المسير 5/454.
[47234]:انظر: المصدر السابق.
[47235]:انظر: تفسير القرطبي 12/100.