الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُرِيدُ أَن يُخۡرِجَكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِۦ فَمَاذَا تَأۡمُرُونَ} (35)

ما قال عند ذلك : { يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره }[ 34 ] ، أي : يريد أن يخرج بني إسرائيل من أرضكم إلى الشام{[50821]} بقهره إياكم بالسحر ، فالخطاب منه لأشراف قومه من القبط والمراد بنو{[50822]} إسرائيل لأن القبط كانوا{[50823]} قد استعبدوا بني إسرائيل . فالمعنى : يريد أن يخرج خدمكم من أرض مصر{[50824]} إلى الشام ، ويبين هذا قوله في طه : { فأرسل{[50825]} معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم{[50826]} } وقوله : { أن أرسل معنا بني إسرائيل }[ 16 ] ، ثم قال فرعون لأشراف قومه من القبط : { فماذا تامرون } يشاورهم في أمر موسى فهذان كلامان اتصلا باللفظ ، وهما من آيتين ومثله : اتصال كلام يوسف بكلام امرأة العزيز في قولها{[50827]} { وإنه لمن الصادقين }{[50828]} انقضى كلام امرأة العزيز فقال / يوسف { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } ومثله{[50829]} اتصال كلام بلقيس بكلام الله جل ذكره{[50830]} في قولها{[50831]} : { وجعلوا{[50832]} أعزة أهلها أذلة }{[50833]} تم كلامها فقال الله{[50834]} جل ذكره : { وكذلك يفعلون } وقد{[50835]} قيل : إنه من كلام سليمان عليه السلام{[50836]} ، ولهذا نظائر كثيرة { قالوا أرجه وأخاه }[ 35 ] ، أي : أخرهما { وابعث في المدائن حاشرين }[ 35 ] ، يجمعون{[50837]} إليك ، كل ساحر علم بالسحر .


[50821]:ز: "السام" وهو تصحيف. والشام أرض بفلسطين، كان بها متجر العرب، وكان اسم الشام الأول سوري، فاختصرت العرب من شامين الشام، وغلب على الصقع كله، وهذا مثل فلسطين، وقنسرين، ونصيبين، وحوارين، وهو كثير في نواحي الشام. انظر: معجم البلدان 3/311.
[50822]:ز: ببني إسرائيل.
[50823]:"كانوا" سقطت من ز.
[50824]:سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام، وهي من فتوح عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، انظر: معجم البلدان ص136 وما بعدها.
[50825]:ع: "أن أرسل" وهو تحريف.
[50826]:طه: 47.
[50827]:من "في قولها...العزيز" ساقط من ز.
[50828]:يوسف: 51.
[50829]:بعده في ز: أيضا.
[50830]:"جل ذكره" سقطت من ز.
[50831]:ز: قوله
[50832]:ز: "اجعلوا" وهو تحريف.
[50833]:النمل: 34.
[50834]:اسم الجلالة ساقط من ز.
[50835]:"وقد" سقطت من ز.
[50836]:"وسلم" سقطت من ع.
[50837]:ز: يجتمعون.