السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يُرِيدُ أَن يُخۡرِجَكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِۦ فَمَاذَا تَأۡمُرُونَ} (35)

ولما أوقعهم بما جبلهم به أحماهم لأنفسهم فقال ملغياً لجلباب الإلهية لما قهره من سلطان المعجزة { يريد أن يخرجكم من أرضكم } أي : هذه التي هي قوامكم { بسحره } أي : بسبب ما أتى به ، فإنه يوجب استتباع الناس فيتمكن مما يريد ، ثم قال لقومه الذين كان يزعم أنهم عبيده وأنه إلههم ، ما دل على أنه حارت قواه فحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائصه لما استولى عليه من الدهش والحيرة حتى جعل نفسه مأموراً بعد أن كان يدعي كونه آمراً بل إلهاً قادراً { فماذا تأمرون } أي : في مدافعته عما يريد بنا .