الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ طَـٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ} (19)

ثم قال تعالى{[56482]} : { قالوا طائركم معكم } أي : قالت لهم الرسل لما تشاءموا بهم : أعمالكم معكم وحظكم من الشر والخير{[56483]} معكم ليس ذلك من شؤمنا أمن أجل أنا ذكرناكم بالله{[56484]} وبعقابه{[56485]} تطيرتم بنا .

وقيل : التقدير : قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم فمعكم طائركم ، يقدره{[56486]} على التكرير ، وهو مذهب بعض البصريين{[56487]} .

وقرئت { أين{[56488]} ذكرتم } بهمزتين مفتوحتين{[56489]} .

والمعنى : لأن ذكرتم تطيرتم بنا فهو على ما مضى ، وقراءة الجماعة{[56490]} على ما يأتي .

{ بل أنتم قوم مسرفون } أي : في المعاصي .


[56482]:ساقط من ب
[56483]:ب: "من الخير والشر" تقديم وتأخير
[56484]:ب: "الله سبحانه"
[56485]:ب: "عقابكم"
[56486]:ب: "بقدرة" وهو تحريف
[56487]:هو مذهب الأخفش في معانيه 2/667
[56488]:ب: "أن" ولعل الصواب أن تكتب هكذا: "أأن"
[56489]:هي قراءة أبي جعفر انظر: القطع والإئتناف 597 والبحر المحيط 7/327 والنشر لابن الجزري 2/353 وفي معاني الفراء 2/374 نسبة هذه القراءة إلى أبي رزين.
[56490]:أئن ذكرتك بكسر الهمزة الثانية من أئن هي قراءة الجماعة. انظر: النشر لابن الجزري 2/353 وقد أورد ابن جني في المحتسب 2/205 قراءات أخرى: منها قراءة ابن الماجشون: "أن ذكرتم" بهمزة واحدة مفتوحة مقصورة ولا ياء بعدها. وقراءة الأعمش وأبي جعفر يزيد: "أين" بهمزة بعدها ياء ساكنة والنون مفتوحة "ذكرتم" مضمونة الذال خفيفة الكاف. والملاحظ أن ابن جني لم ينسب قراءة: "أأن ذكرتم" بهمزتين مفتوحتين إلى أبي جعفر