الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِن جُندٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ} (28)

ثم قال ( تعالى ) {[56553]} : { وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء } أي : من رسالة ولا نبي بعد قتله ، قاله قتادة ومجاهد {[56554]} .

وعن ابن مسعود : أن المعنى : أن الله {[56555]} غضب لقتله غضبة فعجل {[56556]} لهم النقمة بما استحلوا منه فلم يبعث إليهم جنودا من السماء بعد قتله ، وما كانت إلا صيحة واحدة فلم يبق منهم باقية {[56557]} قال قتادة : فلا والله ما عاتب الله {[56558]} قومه بعد قتله حتى أهلكهم {[56559]} وقوله : { وما كنا منزلين } ظاهر الكلام {[56560]} أن " ما " نافية .

وقال بعض أهل النظر : " ما " اسم في موضع خفض على " جند " على اللفظ {[56561]} ، أو في موضع نصب عطف على موضع جند لأن " من " زائدة {[56562]} وتقديره : وما أنزلنا على قومه من جند من السماء وما كنا منزلين على الأمم الكافرة من نحو الحجارة والغرق والمسخ والريح وغير ذلك إنما أخذتهم صيحة فهلكوا .


[56553]:ساقط من ب
[56554]:انظر: جامع البيان 23/1 والجامع للقرطبي 15/20 وتفسير مجاهد 560
[56555]:ب: "الله عز وجل"
[56556]:ب: "فجعل"
[56557]:انظر: جامع البيان 23/1ـ2 وتفسير ابن مسعود 2/523
[56558]:ب: "الله عز وجل"
[56559]:انظر: جامع البيان 23/1 والمحرر الوجيز 13/197
[56560]:ب: " القول"
[56561]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/602 والبيان لابن الأنباري 2/294 وقد وصف مكي هذا القول بأنه غريب حسن، ووصفه ابن الأنباري بأنه غريب
[56562]:انظر: المصادر السابقة