الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ} (27)

ثم قال : { قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } قال هذا بعد أن قتل .

وقوله : { فاسمعون } هو آخر قوله لقومه في الدنيا ، وبه تم كلامه {[56540]} . ثم حكي الله {[56541]} عنه حاله في الآخرة وما قال وما قيل له بقوله : { قيل ادخل الجنة } .

وقد قيل : إنه إخبار من الله {[56542]} عما يقال له يوم القيامة وما يقول ، ( أي ) {[56543]} : فلما قتلوه قيل له : ادخل ، ( فلما ) {[56544]} دخلها {[56545]} وعاين ما أكرمه ( الله به ) {[56546]} قال : يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي {[56547]} ، وجعله إياي من المكرمين ( أي ) {[56548]} فعل ذلك على إيماني ، فلو عاينوا ذلك لآمنوا واستوجبوا مثل ما استوجبت .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نصح قومه حيا وميتا " {[56549]} .

قال قتادة : فلما دخلها قال ذلك فلا تلقى {[56550]} المؤمن إلا ناصحا {[56551]} .

( فما ) {[56552]} والفعل مصدر ويجوز أن تكون بمعنى الذي .


[56540]:ب: "الكلام"
[56541]:ب: "الله عز وجل"
[56542]:نفسه
[56543]:ساقط من ب
[56544]:نفسه
[56545]:ب: "فدخلها"
[56546]:تكررت مرتين في ب
[56547]:ب: "بما غفر لي ربي"
[56548]:ساقط من ب
[56549]:لم أقف عليه بهذا اللفظ إلا في المحرر الوجيز 3/179 وجاء بلفظه أيضا في الجامع للقرطبي 15/20 موقوفا عن ابن عباس وقال القرطبي: رفعه القشيري فقال: وفي الخبر أنه عليه السلام قال في هذه الآية: "أنه نصح لهم في حياته وبعد موته"
[56550]:ب: "يلفى"
[56551]:انظر: جامع البيان 22/161
[56552]:ساقط من أ