ثم قال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا } أي : لو عجل الله عقوبة بني آدم الآن بظلمهم لم يبق أحد إلا هلك ، ولكن يؤخر عقابهم إلى وقت معلوم ، وهو الأجل المسمى الذي لا يتجاوزونه ولا يتقدمون قبله .
قال قتادة : فعل الله ذلك بهم مرة في زمن نوح فأهلك ما على ظهر الأرض من دابة ، إلا ما حمل نوح في السفينة {[56293]} .
قال أبو عبيدة : " من دابة " يعني الناس {[56294]} .
وقيل : هو الناس وغيرهم مما يدب .
قال ابن مسعود ، كاد الجعل {[56295]} يعذب بذنب بني آدم ثم تلا : { ولو يؤاخذ الله الناس } {[56296]} الآية .
وذكر ابن وهب عن الليث بن سعد أنه قال : إن رجلا زنى بامرأة في عهد ( موسى ) {[56297]} عليه السلام فمات في تلك الليلة لذنبهما مائة ألف من بني إسرائيل ، فدل الله هارون على مكانهما فانتظمهما بحربة ، ثم أقبل بهما على بني إسرائيل ، وأقبل الدم حتى إذا دنا من يد هارون استدار حتى عاد كالترس ولم يصب الدم من يد هارون .
ثم قال : { فإن الله كان بعباده بصيرا } أي : إذا جاء وقتهم فهو تعالى بصير بمن يستحق العقوبة ومن يستوجب الكرامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.