الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (52)

قوله تعالى ذكره {[56773]} : { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }51 إلى/ قوله : { بما كنتم تكفرون }63 .

أي : يقول ذلك المشركون إذا نفخ في الصور نفخة البعث .

قال أبي بن كعب : ناموا نومة قبل البعث {[56774]} وكذلك قال قتادة {[56775]} .

قال مجاهد : يهجع الكفار قبل يوم القيامة هجعة {[56776]} يذوقون فيها النوم ، فإذا قامت القيامة قالوا : { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } {[56777]} .

ثم قال : { هذا ما وعد الرحمن } .

قال قتادة : قال لهم أهل الهدى " { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } {[56778]} {[56779]} .

وقال مجاهد : قال ذلك لهم المؤمنون {[56780]} ( المرسلون ) {[56781]} .

وقال ابن زيد : هو من قول بعضهم لبعض {[56782]} ، صدقوا الرسل لما عاينوا ما أخبروهم به من البعث بعد الموت {[56783]} .

وقال الفراء : هو من قول الملائكة لهم {[56784]} .

وهذا القول موافق لقول قتادة ، لأن الملائكة أهل هدى . وكذلك يتأول قوله : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريئة } {[56785]} .

وكذلك الحديث : " المؤمن عند الله خير من كل ما خلق " {[56786]} وهو قول القتبي .

والوقف على " مرقدنا " إجماع {[56787]} إلا ما حكى أحمد بن جعفر {[56788]} أنه يوقف على " هذا " ، ثم يبتدئ : { ما وعد الرحمن } أي : بعثكم ما وعد الرحمن {[56789]} .

وقرأ ابن عباس : " من بعثنا " بكسر الميم وخفض البعث {[56790]} .

فالوقف على { يا ويلنا } جائز إلا على هذه القراءة لأن من متعلقة بما قبلها {[56791]} .


[56773]:ساقط من ب
[56774]:انظر جامع البيان 23/16 والمحرر الوجيز 13/207 والبحر المحيط 7/341 والدر المنثور 7/63
[56775]:انظر: المحرر الوجيز 13/207 وتفسير ابن كثير 3/575 والبحر المحيط 7/341
[56776]:الهجعة: نومة خفيفة. انظر: اللسان مادة "هجع" 8/367
[56777]:انظر: القطع والإئتناف 600 والدر المنثور 7/63
[56778]:ب: "المرسلين"
[56779]:انظر: جامع البيان 23/16 والجامع للقرطبي 15/42
[56780]:انظر: الجامع للقرطبي 15/42 والبحر المحيط 7/341
[56781]:ساقط من ب
[56782]:ب: "هو قول من بعضهم لبعض"
[56783]:انظر: جامع البيان 23/17
[56784]:انظر: معاني الفراء 2/380 والمحرر الوجيز 13/207 والجامع للقرطبي 15/42، والبحر المحيط 7/341
[56785]:البينة آية 7
[56786]:أورده الهيثمي في مجمع الزوائد عن عبد الله بن عمر معناه، كتاب الإيمان: باب منزلة المؤمن عند ربه1/86 ولفظه "ليس شيء أكرم على الله عز وجل من المؤمن" وهو ضعيف من حيث سنده لأن فيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدا حسب الهيثمي. وأورده القرطبي في الجامع بلفظه 15/42
[56787]:هو قول أبي حاتم والأخفش ويعقوب وأحمد بن موسى وأحمد بن جعفر والسلمي وعاصم وعيسى بن عمر انظر: القطع والإئتناف 599
[56788]:هو أحمد بن جعفر الدينوري أبو علي نحوي من أهل الدينور، رحل إلى البصرة وبغداد ونزل بمصر، أخذ على المازني والمبرد. وهو صاحب كتاب (المهذب في النحو) وتوفي بمصر سنة 289 انظر: إنباه الرواة 1/33، 15
[56789]:انظر: القطع والإئتناف للنحاس600 والمكتفى للداني 474
[56790]:انظر: القطع والإئتناف للنحاس 599 وفي المحتسب 2/213 والجامع للقرطبي 15/41 نسبة هذه القراءة إلى علي بن أبي طالب وقد أورد ابن جني قراءات أخرى منها: قراءة أبي بن كعب (من هبنا من مرقدنا) وقراءة ابن مسعود: (من أهبنا) انظر: المحتسب 2/214
[56791]:انظر: هذا التوجيه في القطع والإئتناف للنحاس 599 والمكتفي للداني 473