الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَءَايَةٞ لَّهُمۡ أَنَّا حَمَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (41)

قوله تعالى ذكره{[56692]} : { وآية لهم أنا حملنا ذرياتهم في الفلك{[56693]} } 40 إلى قوله : { إلى ربهم{[56694]} ينسلون }50 .

أي : وآية لأهل مكة أنا حملنا ذريات نوح في الفلك المشحون ، أي : الموقر{[56695]} فالضميران على هذا مختلفان .

وقد قيل : إن المعنى : وآية لأهل مكة أنا حملنا أولادهم وضعفاءهم ومن لا يقدر على المشي في السفينة في البحر . فالضميران متفقان والفلك في القول الأول سفينة نوح واحد في المعنى{[56696]} .

وقيل : المعنى : إن الآباء يسمون ذرية{[56697]} . فالمعنى : وآية لأهل مكة أنا حملنا آباءهم في الفلك المشحون ، وهي سفينة نوح . وإنما أجاز ذلك لأن الذرية من : ذرأ الله الخلق{[56698]} فسمي الولد/ ذريه لأنه ذري من الأب ، ويسمى الأب ذرية لأن الابن ذري منه{[56699]} . فكما جاز أنه يقال للابن{[56700]} ذرية لأبيه{[56701]} لأنه ذري منه ، فكذلك يجوز أن يقال للأب ذرية للابن لأن ابنه ذري منه{[56702]} .

فالمراد{[56703]} بها سفينة نوح ، ويراد بها في القول الثاني : سفينة من السفن ، وهي المركب فيجوز أن يكون واحدا ، وجمعا فإذا كان جمعا فواحدة فلك كوثن ووثن{[56704]} .

قال الحسن : ( المشحون ) المحمول{[56705]} .

وقيل : الممتلئ قاله ابن عباس{[56706]} .


[56692]:ساقط من ب
[56693]:في الفلك ساقط من ب
[56694]:إلى ربهم ساقط من ب
[56695]:ب: "الموتر"
[56696]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/605 والجامع للقرطبي 15/35
[56697]:جاء هذا القول غير منسوب أيضا في الجامع للقرطبي 15/34
[56698]:ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا خلقهم انظر: اللسان مادة "ذرأ" 1/79
[56699]:ب: "خلق ذري منه"
[56700]:ب: "للولد"
[56701]:فسمي الولد.. ذرية لأبيه مثبت في طرة أ مع الإشارة إلى تصحيحه على الأم
[56702]:ب: ذري منه فكذلك يجوز" وهي زيادة وخطأ من الناسخ
[56703]:ب: "والمراد"
[56704]:ب: "كوتر ووتر"
[56705]:انظر: جامع البيان 23/9
[56706]:المصدر السابق