الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡحَقِّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ ٱقۡتُلُوٓاْ أَبۡنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ وَٱسۡتَحۡيُواْ نِسَآءَهُمۡۚ وَمَا كَيۡدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ} (25)

ثم قال تعالى : { فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه } أي : فلما جاء موسى الذي{[59560]} أرسل إليهم بالحق من عند الله عز وجل ، أي : بالحجة والبرهان على توحيد الله عز وجل وطاعته وإقامة الحجة عليهم قالوا : اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه ، أي : اقتلوا أبناء بني إٍسرائيل الذين آمنوا معه .

{ واستحيوا نساءهم } ، أي : استبقوهم لخدمتهم لكم . وهذا أمر من فرعون بعد أمره الأول ، لأنه كان قد أمر بقتل الولدان من بني إسرائيل خوفا من مولود يولد منهم يكون هلاكه على يديه ، وكان ذلك قبل ولادة موسى عليه السلام – وقد تقدم ذكر ذلك – ثم إن موسى لما دعاه إلى الله وأتاه الآيات الظاهرات ، ورأى أن بني إسرائيل آمنوا بموسى وصدقوه ، أمر بأن يقتل أبناء من آمن بموسى ليعيد{[59561]} عليهم العذاب وينكل بهم إذ{[59562]} آمنوا بموسى{[59563]} .

قال قتادة : ( هذا قتل غير القتل الأول الذي كان ){[59564]} .

وقوله : { وما كيد الكافرين إلا في ضلال } ، أي : وما احتيال أهل الكفر لأهل الإيمان بالله عز وجل إلا في جور عن الحق .


[59560]:(ح): الذين.
[59561]:(ت) ليعمل و(ح) : ليعيدوا.
[59562]:(ح): اذا.
[59563]:(ح): بموسى صلى الله عليه وسلم.
[59564]:انظر: جامع البيان 24/37، وإعراب النحاس 4/30، والمحرر الوجيز 14/129، وجامع القرطبي 15/605، وتفسير ابن كثير 4/77.