الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} (18)

ثم قال تعالى : { وأنذرهم يوم الأزفة } أي : وأنذر يا محمد مشركي العرب وحذرهم من يوم الأزفة ، يعني : يوم القيامة . وسميت {[59530]} آزفة لقربها . يقال أزف الشيء إذا قرب .

ثم قال : { إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين } .

قال قتادة : ارتفعت القلوب {[59531]} في الحناجر من المخافة {[59532]} .

فلا هي تخرج ولا تعود في أمكنتها {[59533]} {[59534]} .

و{ لدى } ، بمعنى {[59535]} : عند .

{ كاظمين } : مفتاظين لا شيء يزيل غيظهم {[59536]} .

{ ما للظالمين من حميم } ، أي : من قريب ( ولا صديق ) {[59537]} يحتج عنهم فيزيل عظيم {[59538]} ما نزل بهم .

{ ولا شفيع } يشفع لهم عند ربهم عز وجل فيما يشفع فيه .

قال الحسن : استكثروا من الأصدقاء المؤمنين ، فإن الرجل منهم يشفع في صديقه وقريبه ، فإذا رأى {[59539]} الكافر ذلك قال : ما لنا من شافعين ولا صديق حميم .


[59530]:في طرة (ت).
[59531]:ساقط من (ت).
[59532]:(ت): الخافة.
[59533]:(ح): أماكنها.
[59534]:انظر: جامع البيان 24/635، وجامع القرطبي 15/302، وتفسير ابن كثير 4/76.
[59535]:ساقط من (ت).
[59536]:(ح): غضبهم.
[59537]:(ح): وصديق.
[59538]:(ح): غيظهم.
[59539]:(ح): أري.