قال السدي : بلغني أن أرواح قوم فرعون في أجواف طير سود تعرض على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة{[59726]} .
وقال حماد بن محمد الفزاري{[59727]} وسأله{[59728]} رجل فقال : رحمك الله ، رأينا طيورا{[59729]} تخرج من البحر تأخد ناحية الغرب – بيضا – فوجا فوجا لا يعلم عددها{[59730]} إلا الله ، / فإذا كان العشي رجع مثلها سودا ؟ !
قال : وفطنتم إلى ذلك ! قال : نعم .
قال : إن تلك الطيور في حواصلها أرواح آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا ، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها وصارت سودا ، فتنبت{[59731]} عليها من الليل رياشٌ بيضاء ، وتتناثر السود ، ثم تعدو ( يعرضون على النار غدوا وعشيا ) ثم ترجع إلى وكورها ، فذلك دأبها في الدنيا . فإن كان يوم القيامة قال الله : أدخلوا أل فرعون أشد العذاب » .
وكانوا يقولون : كانوا ست مائة ألف مقاتل{[59732]} .
قال قتادة : يعرضون على النار صباحا ومساء . يقال : هذه منازلكم ، توبيخا ونقمة وصغارا لهم{[59733]} ، قال مجاهد : غُدوا وعشيا ما كانت الدنيا{[59734]} .
ويدل على أن هذا العرض يكون في الدنيا قوله بعد ذلك : { ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } .
فمن وصل الألف نصف ( آل{[59735]} فرعون ) على النداء المضاف .
ومن قطعها نصبهم ( بأدخلوا ){[59736]} .
وقوله : { سوء العذاب } وقف حسن إن رفعت ( النار ) على إضمار مبتدأ أو على الابتداء{[59737]} .
وأجاز أبو حاتم الوقف على ( وعشيا ){[59738]} ، وهو بعيد ، لأن ( ويوم تقوم الساعة ) منصوب بيعرضون ){[59739]} ، أي : يعرضون على النار في الدنيا ، يوم تقوم الساعة .
ومن نصبه ( بأدخلوا ) حسن أن يقف على ( وعشيا ){[59740]} وهو حسن{[59741]} . ( والعذاب ) وقف إن نصبت ( وإذ يتحاجون ) على معنى : واذكر{[59742]} إذ يتحاجون . وعليه التفسير وهو حسن جيد{[59743]} .
وإن نصبته على العطف{[59744]} على { وأنذرهم يوم الآزفة }[ 17 ] لم تقف دونه ، وهو بعيد لبعد ما بينهما . وقد قال به قوم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.