الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

ثم قال : { لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة } أي : لا محالة أن الذي تدعونني إلى عبادته – وهم{[59687]} الأصنام والأوثان والشياطين – ليس له دعوة ( في الدنيا ){[59688]} ولا في الآخرة ، أي : لا ينفذ{[59689]} له أمر ولا نهي ولا شفاعة في الدارين .

{ وأن مردنا إلى الله } أي : في الآخرة ، منقلبنا ومرجعنا إليه .

{ وأن المسرفين } يعني : من أسرف فكفر بخالقه سبحانه وعبد معه غيره هو من أصحاب النار .

و( أن ) في الثلاثة المواضع في موضع نصب بإسقاط الباء{[59690]} .

وذكر سيبويه أن سأل الخليل عن لا جرم{[59691]} فقال : لا رد{[59692]} لكلام .

والمعنى : وجب أن لهم النار وحق أن لهم النار{[59693]} .

فالمعنى على هذا : وجب بطلان دعوة{[59694]} ما تدعونني إلى عبادته .

قال مجاهد ( وابن جبير والشعبي وغيرهم ){[59695]} : المسرفون هم السافكون الدماء بغير حق{[59696]} .

وقال قتادة ( وابن سيرين ){[59697]} وغيرهما{[59698]} : ( المسرفون : المشركون ){[59699]} .


[59687]:(ح): وهي.
[59688]:ساقط من (ت).
[59689]:أي: لا محالة.. أي: لا ينفذ كتبت في طرة (ت).
[59690]:انظر: المحرر الوجيز 14/142.
[59691]:(ت): الإجرام و(ح): الأجرم. وما أثبت هو ما ذكر في (الكتاب)، وهو الذي يقتضيه المقام.
[59692]:غير مقروء في (ح).
[59693]:انظر: الكتاب 3/138.
[59694]:في طرة (ت).
[59695]:في طرة (ت).
[59696]:انظر: تفسير مجاهد 2/565، وجامع البيان 24/45، وقد روي فيها هذا القول عن مجاهد فقظ. وفي المحرر الوجيز 14/143 عن ابن مسعود ومجاهد، وفي جامع القرطبي 15/317 عن مجاهد والشعبي.
[59697]:ساقط من (ت).
[59698]:(ت): وغيره.
[59699]:انظر: جامع البيان 24/45، والمحرر الوجيز 14/143، وجامع القرطبي 15/317. وقد أورد الطبري هذا القول عن قتادة فقط، ونسبه القرطبي إلى قتادة وابن سيرين أما ابن عطية فنسبه إلى قتادة وابن زيد.