قوله تعالى : { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } – إلى قوله – { فبيس القرين }[ 32-37 ] ، أي : ولولا أن يكون الناس كلهم ( كفارا ){[61452]} لجعل الله لبيوت{[61453]} من يكفر سقفا من فضة ، ولكن لم يفعل ذلك ليكون في الخلق مؤمنون وكافرون على ما تقدم في علم الله عز وجل وتقديره فيهم .
وقيل : المعنى : لولا أن يميل الناس كلهم إلى طلب الدنيا ورفض الآخرة{[61454]} لجعل الله لبيت الكافر سقفا من فضة{[61455]} ، ومن وحد السقف فعلى{[61456]} إرادة الجمع{[61457]} .
يدل الواحد على الجمع كما نقول : زيد كثير ( الدرهم{[61458]} والدينار ) وكثير{[61459]} الشاة{[61460]} والبعير . فيرد{[61461]} الواحد على{[61462]} الجنس كله .
وقيل : المعنى عند من وحد : لجعلنا لبيت كل من كفر{[61463]} بالرحمن سقفا{[61464]} ، فوحد على المعنى .
وقيل : المعنى : لولا ما قدرنا{[61465]} من اختلاف الأرزاق في الناس فيكون في المؤمنين غني وفقير{[61466]} ، وفي الكافرين مثل ذلك لجعلنا من يكفر بالرحمن أغنياء كلهم .
ففي هذا الفعل{[61467]} تنبيه على تحقير الدنيا وتصغير ما{[61468]} فيها .
ومن قرأ بالجمع فإنه حمل على اللفظ{[61469]} ، فجمع السقف لجمع البيوت ، وجمع السرر{[61470]} والأبواب ، وهو جمع سقيفة ، كقطيفة وقُطُف .
وقيل : هو جمع الجمع ، كأنه جمع ( سقْفا ) على ( سُقُوف ) . كفَلس وفُلُوس ، ثم جمع سقوفا على سُقُف كحمار وحُمُر{[61471]} .
وقال أبو عبيدة : ( سُقُف جمع كرُهُن ورَهْن{[61472]} ، ورُهُن عند أكثر النحويين إنما هو جمع رِهَان ، ورهان جمع رَهْن فرُهُن أيضا ، جمعُ جمعٍ .
وجعل{[61473]} الله السقوف للبيوت كما جعل الأبواب للبيوت .
فهو يدل على أن السقف لا حق لرب العلو فيه ، وهو قول مالك وأصحابه{[61474]} .
وتحقيق المعنى في الآية أن الله جل ذكره أراد تهوين أمر الدنيا وأنها لا قيمة لها ، فقال : لولا أن يميل الناس كلهم إلى الدنيا ويتركوا الآخرة لأعطينا الكافر من الدنيا أفضل مراده ، وذلك لهوان الدنيا عليه ، إذ هي{[61475]} شيء زائل مضمحل{[61476]} .
وقال الكسائي : معناها لولا إرادتنا أن يكون في الكفار غني وفقير ، وفي المسلمين مثل ذلك لأعطينا الكفار من الدنيا أن نجعل سقوف بيوتهم من فضة وذلك لهوان الدنيا عند الله{[61477]} ، وقال الفراء : لبيوتهم : على بيوتهم{[61478]} .
قال الشعبي : سُقُفا من فضة ، أي{[61479]} : جذوعا . ومعارج ، أي : دُرُجا{[61480]} من فضة . عليها يظهرون ، أي : يصعدون على السُّقُفِ والغُرَفِ{[61481]} .
وقال{[61482]} ابن زيد وغيره{[61483]} : المعارج : درج{[61484]} من فضة{[61485]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.