ثم قال تعالى : { أهم يقسمون رحمت ربك } ( أي : أهؤلاء القائلون هلا نزل القرآن على أحد{[61435]} رجلي القريتين يقسمون رحمة ربك{[61436]} ) يا محمد بين خلقه ، فيجعلون إكرامه لمن شاءوا ، وعند{[61437]} من أرادوا ، بل الله يقسم ذلك{[61438]} فيعطيه من أراد ، ويحرمه من شاء{[61439]} .
قال ابن عباس : لما بعث جل ذكره محمدا{[61440]} صلى الله عليه وسلم أنكرت العرب ذلك ، وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله / بشرا مثل محمد ، فأنزل الله جل ذكره : { أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس }{[61441]} وقال : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر }{[61442]} ، يعني : أهل الكتب الماضية فيخبرونكم أن الرسل التي كانت تأتي ، بشر مثلكم ، فلا يجب لكم أن تنكروا وإرسال مثل محمد إليكم ، إذ هو بشر مثلكم . وقال : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى }{[61443]} أي ليسوا{[61444]} من أهل السماء كما قلتم قال{[61445]} : فلما كرر ( عليهم تعالى ){[61446]} الحجج ، قالوا : فإن كان بشرا{[61447]} فغير محمد أحق بالرسالة فلولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ، أي : كل واحد منهما أشرف من محمد في المال والذكر ، يعنون : الوليد بن المغيرة المخزومي – وكان يسمى ريحانة قريش – من أهل مكة ، ومسعود بن عمرو بن عبيد الثقفي من أهل الطائف ، فقال الله : { أهم يقسمون رحمت ربك } ، أي : ربك يا محمد يفعل ما يشاء .
قال تعالى : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } ، أي : نحن نقسم الرحمة بين من شئنا من خلقنا فنجعل من شئنا نبيا ، ومن شئنا مؤمنا ، ومن شئنا كافرا ، كما قسمنا بينهم معيشتهم التي يعيشون فيها{[61448]} في دنياهم ، فجعلنا بعضهم أرفع من بعض ، فوسعنا على بعض وضيقنا على بعض ، وجعلنا بعضهم ملوكا وبعضهم مملوكين .
{ ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } أي : جعلنا بعضهم حرا وبعضهم مملوكا{[61449]} ، وبعضهم غنيا وبعضهم فقيرا ليستخدم بعضهم بعضا بأجره وقد كانوا بني آدم كلهم .
وقيل : إنها مخصومة في المماليك ، روى ذلك عن ابن عباس{[61450]} ، أي : فضل بعضهم على بعض فجعل بعضهم مالك{[61451]} وبعضهم مملوكا .
ثم قال تعالى : { ورحمت ربك خير مما يجمعون } يعني : الجنة خير مما يجمعون في دنياهم من الأموال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.