ثم قال تعالى : { يطاف عليهم بصحاف من ذهب } أي : يطاف على هؤلاء الذين آمنوا فيا لجنة بقصاع من ذهب وأكواب من ذهب ، أي : يطوف عليهم بذلك الغلمان .
( والأكواب : التي ليست لها آذان ) ، قاله السدي{[61805]} .
وقال قتادة : هي دون الأباريق{[61806]} . وقيل : الكوب الإبريق{[61807]} المستدير الذي لا أذن له ولا خرطوم{[61808]} .
والمعنى : يطاف{[61809]} عليهم في الجنة بصحاف الطعام وأكواب الشراب من ذهب . فاستغنى بذكر الصحاف والأكواب عن ذكر الطعام والشراب لمعرفة السامعين بمعناه .
قال ابن جبير : إن أدنى أهل الجنة منزلة من له قصر فيه سبعون ألف خادم ، في يد كل خادم صحفة سوى ما في يد صاحبتها . لو فَتَح بابه فضافه أهل الدنيا لوسعهم ، لا يستعين{[61810]} عليهم بشيء{[61811]} من غيره ، وذلك قوله : { لهم ما يشاءون فيها }{[61812]}{ وفيها ما تشتهيه الأنفس }[ 71 ]{[61813]} .
قال عبد الله بن عمر : ( وما أحد ){[61814]} من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام ، ( كل غلام على ){[61815]} عمل خلاف ما عليه صاحبه{[61816]} .
وقوله : { وفيها ما تشتهيه الأنفس } أي : وفي الجنة ما تشتهي نفوسكم أيها المؤمنون وتلذ أعينكم . { وأنتم فيها خالدون } ، أي : ماكثون أبدا .
وروى سفيان أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ، إني أحب الخيل ، فهل في الجنة خيل ؟ فقال له : " إني دخلك الله الجنة – إن شاء الله – فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء يطير بك في أي الجنة شئت إلا فعلت " . فقال الأعرابي{[61817]} : يا رسول الله ، إني{[61818]} أحب الإبل ، فهل في الجنة إبل ؟ فقال : " يا أعرابي ، إن يدخلك الله{[61819]} الجنة – إن شاء الله{[61820]} – ففيها ما اشتهت نفسك لك{[61821]} ولذَّت{[61822]} عينك " {[61823]} .
وقال أبو أمامة{[61824]} : إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطائر وهو يطير فيقع في كفه نضيجا{[61825]} فيأكل منه ( حيث تشتهي ){[61826]} نفسه / ثم يطير ، ويشتهي الشراب ، فيقع الإبريق في يده{[61827]} فيشرب منه ما يريد ، ثم يرجع إلى مكانه{[61828]} .
وقال أبو طيبة السلمي : إن الشرب{[61829]} من أهل الجنة لََتُظِلُّهُم{[61830]} السحاب ، فقال فتقول : ما أمطركم ؟ قال : فما يدعو داع شيئا إلا أمطرتهم ، حتى إن القائل منهم ليقول : أمطرينا كواعب أترابا{[61831]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.