ثم قال تعالى : { فاختلف الأحزاب من بينهم } .
قال قتادة : الأحزاب هنا ، هم الأربعة الذين أخرجهم بنو إسرائيل يقولون في عيسى{[61761]} .
ذكر ابن حبيب{[61762]} أن النصارى افترقت في عيسى بعد رفعه على ثلاث{[61763]} فرق : فرقة قالت : هو الله ، هم اليعقوبية{[61764]} قال الله عنهم :
{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم }{[61765]} .
وفرقة ثانية قالت : هو ابن الله ، وهم النسطورية{[61766]} . وهم الذين قال الله فيهم : { وقالت النصارى المسيح ابن الله }{[61767]} .
وفرقة ثالثة قالت : هم ثلاثة : الله إله{[61768]} ، وعيسى إله{[61769]} ، وأمه إله{[61770]} وهم الملكانية{[61771]} . وهم الذي قال الله فيهم : { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة }{[61772]} .
فالنصارى فيه إلى اليوم على هذه الثلاث فرق . وكانوا فيه – إذ{[61773]} كان بين أظهرهم – على فرقتين : فرقة آمنت{[61774]} به ، وفرقة كفرت به – وهم الأكثر{[61775]} – ثم{[61776]} لما رفع اختلفوا / فيه على هذه الأقوال الثلاثة .
وقال السدي : ( الأحزاب : اليهود والنصارى ){[61777]} .
ومعنى من بينهم ، أي : من بين من دعاهم عيسى إلى ما دعاهم إليه من اتقاء الله والعمل بطاعته .
ثم قال : { فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم } أي : فالوادي السائل من القيح والصديد في جهنم للذين كفروا بالله من عذاب يوم أليم ، وهو يوم القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.