ثم قال تعالى : { وإنه علم الساعة } أي : وإن ظهور عيسى{[61706]} علم يعلم به قرب قيام الساعة أي : هو من أشراطها ، ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا وإقبال الآخرة هذا معنى قول ابن عباس والحسن ومجاهد ، وهو قول قتادة والضحاك وابن زيد{[61707]} .
فالهاء في : ( وإنه ){[61708]} تعود على عيسى{[61709]} على قولهم .
وقد قرأ مجاهد : ( وإنه لعلم ) بفتحتين{[61710]} على معنى : وإن نزول عيسى لعلامة{[61711]} لقرب الساعة .
ورُوي عن الحسن أنه قال معناه : وإن هذا القرآن للساعة ، وحكي مثله عن قتادة{[61712]} .
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لينزلن ابن مريم حكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير " {[61713]} .
وروى مالك عن ابن شهاب عن حنظلة بن علي الأسلمي{[61714]} عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليهلن{[61715]} ابن مريم بفج{[61716]} ( الروحاء حاجا ومعتمرا ){[61717]} أو ليثنيهما{[61718]} جميعا " {[61719]} .
وروى مالك{[61720]} عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال : " لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما عدلا وإماما{[61721]} مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، وتضع الحرب أوزارها ، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين " {[61722]} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقتل ابن مريم الدجال ( بباب لد ){[61723]} .
قال ابن القاسم عن مالك : بينما{[61724]} الناس ( بباب لد ){[61725]} إذ يسمعون الإقامة ، فتغاشهم غمامة ، فإذا عيسى ابن مريم{[61726]} قد نزل .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ينزل عيسى{[61727]} عند المنارة البيضاء شرقي{[61728]} دمشق " {[61729]} .
وروي ( عن ابن عمر ){[61730]} أنه قال : يخرج الدجال ، ويبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي{[61731]} ، فيطلبه ويهلكه{[61732]} .
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تهلك أمة أنا أولها والمسيح آخرها " {[61733]} .
وروى ابن وهب عن مالك أنه{[61734]} قال : يموت عيسى ( في المدينة ){[61735]} فيدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر ، وقد ترك موضع قبره بينهم .
قال عبد الله بن سلام : نجد في التوراة أن عيسى يدفعن مع محمد صلى الله عليه وسلم .
وكان بعض الصحابة يتوقع قرب نزوله .
وروي عن أبي هريرة أنه كان يلقى{[61736]} الغلام الشاب فيقول له : إن لقيت عيسى بن مريم فأقره عني السلام ، وقاله أبو ذر لبعض جلسائه .
وقيل : المعنى : وإن محمدا صلى الله عليه وسلم لعلم للساعة لأنه خاتم النبيين . فيكون معناه : يعلم بعته{[61737]} قرب قيام الساعة . وهي في قراءة أبي : ( وإنه لذكر للساعة ){[61738]} .
ثم قال تعالى : { فلا تمترن بها } أي : لا تشكن في قيام الساعة أيها الناس .
ثم قال : { واتبعون هذا صراط مستقيم } أي : وأطيعون أيها الناس ، هذا الذي جئتكم به طريق لا عوج{[61739]} فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.