الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ مُسۡلِمِينَ} (69)

وروي ( أن الناس ){[61787]} ينادون بهذا النداء يوم القيامة فيطمع فيها من ليس من أهلها ، حتى إذ سمع قوله : { الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين }( فييئس منها عند ذلك كل أحد إلا المسلمين{[61788]} ومعنى ( وكانوا مسلمين ){[61789]} ، أي : وكانوا أهل خضوع لله عز وجل بقلوبهم .

وقيل : { لما جاءتهم } الرسل واستسلام{[61790]} له .

وروي عن بعض التابعين أنه قال يخرجون من القبور وكلهم{[61791]} مدعين فيناديهم مناد : { يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } فيطمع فيها الخلق كلهم ، فيتبعها : { الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين } . فيئس منها الخلق إلا{[61792]} أهل الإسلام{[61793]} .

قال ( ابن عباس ){[61794]} : يخرجون فينظرون إلى الأرض غير الأرض التي عهدوا ، ( وإلى الناس غير الناس الذين عهدوا ){[61795]} .

وكان ابن عباس يتمثل بعد هذا القول بقول الشاعر :

فما الناس بالناس الذين عهدتهم{[61796]} *** ولا الدار بالدار التي{[61797]} كنت تعرف{[61798]}


[61787]:فوق السطر في (ت).
[61788]:جاء في المحرر الوجيز أن راوية هو المعتمر عن أبيه 4/274.
[61789]:في طرة (ح).
[61790]:في طرة (ت).
[61791]:(ت): كلهم.
[61792]:(ح): (غير).
[61793]:الذي في جامع البيان أن راوية هو قتادة عن المعتمر عن أبيه 25/57. والذي في إعراب النحاس 4/119 أنه روي عن ابن عباس.
[61794]:ساقط من (ت).
[61795]:ساقط من (ح).
[61796]:(ح): عهدتم.
[61797]:(ح): الذي.
[61798]:لم أقف على قائل هذا البيت. وهو من البحر الطويل.