ثم قال : { واترك البحر رهوا } أي : إذا قطعت البحر ( أنت وأصحابك ){[62110]} فاتركه ساكنا على حاله حين دخلته . هذا لفظ الأمر ومعناه الخبر .
لم يكن في ( وسع موسى ){[62111]} ترك ذلك ، ولم يكن الله عز وجل ليأمره بما لا يقدر عليه ، فهو وعد من الله عز وجل لموسى أن يفعله له ، وكأنه قال{[62112]} : ويبقى البحر على حاله ساكنا حتى يدخله فرعون{[62113]} وجنوده فيغرقون .
قال ابن عباس ، معناه : واتركه طريقا{[62114]} . وقال الضحاك : سهلا{[62115]} .
وقال مجاهد معناه : واتركه ساكنا لا يرجع إلى ما كان عليه حتى يحصل فيه آخرهم ، وهو معنى قول ابن عباس{[62116]} : اتركه طريقا ، وروي عن مجاهد أيضا ( رهوا ) : يابسا{[62117]} ، وحكى المبرد : عيش ( راه ، أي ){[62118]} : خفض{[62119]} وادع .
قال : فمعنى رهوا : ساكنا ، حتى يحصلوا فيه وهو ساكن{[62120]} فلا ( ينفروا منه ){[62121]} .
وقيل الرهو : المتفرق{[62122]} ويقال : جاء القوم رهوا ، أي : على نظام{[62123]} واحد .
وروي أن الله جل ذكره قال هذا لموسى بعد أن قطع البحر بنو{[62124]} إسرائيل .
فعلى / هذا القول يكون في الكلام حذف . والتقدير : فسرى موسى بعبادي{[62125]} ليلا وقطع بهم البحر فقلنا له بعدما قطعه وأراد رد البحر إلى هيئته التي كان عليها قبل انفلاقه : اتركه رهوا ، أي : ساكنا على حاله لا ترده{[62126]} إلى ( هيئته الأولى ){[62127]} حتى يدخلوا كلهم فيه ويطمئنوا{[62128]} . هذا القول هو قول قتادة .
قال قتادة : لما خرج آخر بني إسرائيل أراد نبي الله موسى عليه السلام أن يضرب بالبحر بعصاه حتى يعود{[62129]} كما كان مخافة أن يتبعه فرعون وجنوده ، فقيل له : اتركه ساكنا على حاله إنهم جند مغرقون ، فغرقهم الله عز وجل في البحر{[62130]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.