الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَهُمۡ خَيۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعٖ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (37)

ثم قال تعالى : { أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم } أي : أهؤلاء{[62204]} المشركون يا محمد خير أم قوم تبع الحميري .

وقالت عائشة رضي الله عنها : كان تبع رجلا صالحا ، فذم الله قومه ولم يذمه{[62205]} .

قال كعب : كان تبع ملكا من الملوك ، وكان قومه كهانا ، وكان معه قوم من أهل الكتاب [ فكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده .

فقال لهم جميعا : قربوا قربانا فقربوا . فتقبل قربان أهل الكتاب ]{[62206]} ولم يتقبل قربان{[62207]} قومه فأسلم ، فلذلك ذكر الله عز وجل قومه ولم يذكره{[62208]} .

قال أبو عبيدة : ( تبع ) اسم ملك من ملوك اليمن ، سمي بذلك لأنه يتبع صاحبه{[62209]} .

وروى سهل بن سعد الساعدي{[62210]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تلعنوا{[62211]} تبعا فإنه ( قد كان ){[62212]} ( أسلم ) " {[62213]} .

وقوله : {[62214]} { والذين من قبلهم } أي : من قبل{[62215]} قوم تبع من الأمم الكافرة{[62216]} بربها . يقول الله جل ذكره : فليس هؤلاء المشركون من قومك يا محمد{[62217]} بخير من أولئك الذين أهلكوا بكفرهم ، فطمعوا{[62218]} أن ( نصفح عنهم ){[62219]} ولا نعذبهم وننتقم منهم{[62220]} بكفرهم .

وقوله : { أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين } أي : أهلكنا قوم تبع والذين من قبلهم من الأمم الكافرة إنهم كانوا قوما{[62221]} مجرمين . فإذا انتقمنا من{[62222]} الأفضل لكفرة{[62223]} فما ظنك بالأدون .


[62204]:(ح): (هؤلاء).
[62205]:أخرجه الحاكم في مستدركه عن عائشة 2/450، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ورمز الذهبي إلى تخريجه من قبل البخاري ومسلم في التلخيص 2/450. ونسب القرطبي في جامعة 16/146، وابن كثير في تفسيره 4/145 المقطع الأول لعائشة ونسبا المقطع الثاني لكعب، ونسبه إليه الطبري أيضا في جامع البيان 25/77.
[62206]:ساقط من (ح).
[62207]:(ت): (جريان).
[62208]:انظر المحرر الوجيز 14/297، وجامع القرطبي 16/146.
[62209]:انظر مجاز أبي عبيدة 2/209، وجامع القرطبي 16/146.
[62210]:هو سهل بن سعد الخزرجي الأنصاري، من بني ساعدة. صحابي مشهور له في كتب الحديث 188 حديثا. توفي سنة 91 هـ. انظر الاصابة 2/88 ت 3533، والتقريب 1/336 ت 555، والإعلام 3/143.
[62211]:(ت): (لا تعلنوا).
[62212]:(ح): (كان قد) و(ت) موافقة لما في مسند أحمد 5/340.
[62213]:أخرجه أحمد 5/430، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير 2/200 بأنه حسن، وصحح الألباني هذا الحديث في صحيح الجامع الصغير ج 2/1223 ح 7319. إلا أن المناوي في فيض القدير ج 6/400 قال: (رمز المصنف – أي السيوطي – لحسنه وهو غير صواب، فقد قال الهيثمي بعدما عزاه لأحمد والطبراني: فيه عمرو بن جابر، وهو كذاب).
[62214]:(ح): (ثم قال).
[62215]:في طرة (ت).
[62216]:(ح): (الكافر,).
[62217]:(ت): (بالحمد).
[62218]:(ح): (فيطمعون).
[62219]:(ح): (تصلح منهم).
[62220]:ساقط من (ت).
[62221]:في طرة (ت)، وساقط من (ح).
[62222]:(ح): (من هو) و(هو) في الطرة.
[62223]:(ح): (بكفره).