ثم قال تعالى : { فما بكت عليهم السماء والأرض } أي : ما بكى عليهم حين هلكوا بالغرق أهل السماء ، ولا أهل الأرض . ثم حذف .
وقيل : إن بكاء السماء حمرة أطرافها{[62141]} .
قال السدي : ( لما قتل الحسين بن علي{[62142]} عليه السلام بكت{[62143]} السماء عليه وبكاؤها حمرتها ){[62144]} . وقال عطاء{[62145]} : ( بكاؤها : حمرة أطرافها ){[62146]} .
وقيل : معنى ذلك{[62147]} أن المؤمن إذا مات بكت عليه{[62148]} السماء والأرض أربعين صباحا ، فأعلمنا الله عز وجل أنهم لم يكونوا مؤمنين فتبكي{[62149]} عليهم السماء والأرض{[62150]} .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بدأ{[62151]} الإسلام غريبا وسيعود غريبا ، ألا{[62152]} لا غربة على المؤمن [ ما ]{[62153]} مات مؤمن في غربة غابت{[62154]} عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه{[62155]} السماء والأرض . ثم قرأ{[62156]} : { فما بكت عليهم السماء والأرض } ثم قال : إنهما لا يبكيان على الكافر " {[62157]} .
وممن قال أن السماء والأرض تبكيان{[62158]} على المؤمن ولا تبكيان على الكافر ، علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ){[62159]} وابن عباس والحسن والضحاك وقتادة{[62160]} .
قال ابن عباس : ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء ( ينزل منه ){[62161]} رزقه وفيه يصعد عمله ، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء ففقده بكى{[62162]} عليه ، وإذا أفقده مصلاه من الأرض والموضع الذي كان يذكر الله عز وجل فيه بكى عليه . وإن قوم فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا في السماء فلم يبك{[62163]} عليهم شيء حين هلكوا هذا معنى قوله{[62164]} .
وقوله : { وما كانوا منظرين } معناه : لم يكونوا مؤخرين حين أتاهم العذاب وتم الأجل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.