الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ أَلَآ إِنَّمَا طَـٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (131)

وقوله : { فإذا جاءتهم حسنة }[ 131 ] .

أي : ( إذا{[24877]} ) جاءهم{[24878]} الخصب والعافية وكثرة الثمار ، { قالوا لنا هذه } ، ونحن أولى بها ، { وإن تصبهم سيئة } أي : قحط ومرض ، { يطيروا{[24879]} بموسى ومن معه }[ 131 ] أي : تشاءموا بهم ، فقالوا : هذا بشؤم موسى ومن معه{[24880]} .

قرأ{[24881]}طلحة ، وعيسى بن عمر{[24882]} : " تطيروا{[24883]} " ، على أنه ماض{[24884]} .

وقرأ الحسن : " ألا إنما طيرهم{[24885]} عند الله " ، بغير ألف{[24886]} .

قال الله ( عز وجل{[24887]} ) : { ألا إنما طائرهم عند الله }[ 131 ] . .

أي : ألا إنما نصيبهم من الرخاء والجدب ، وغير ذلك عند الله{[24888]} ، عز وجل{[24889]} ) .

قال{[24890]} ابن عباس ، المعنى : ألا إن الأمر من قبل الله{[24891]} ، ( عز وجل ){[24892]} .

وقال مجاهد ، المعنى{[24893]} : ألا إنما الشؤم فيما يلحقهم يوم القيامة مما وُعِدوا{[24894]} به من الشر{[24895]} .

{ ولكن أكثرهم لا يعلمون }[ 131 ] .

أي : لا يعلمون أن ما لحقهم من قحط وشدة ، أنه من عند الله ( عز وجل{[24896]} ) ، بذنوبهم{[24897]} .

{ لنا هذه }[ 131 ] ، وقف{[24898]} .

{ ومن معه } وقف{[24899]} .


[24877]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24878]:في الأصل: جاءتهم. وأثبت ما في ج، و ر.
[24879]:في الأصل، ور: "تطيروا"، بتاء مثناة من فوق، وهي قراءة شاذة كما سيأتي أسفله، هامش 6.
[24880]:جامع البيان 13/47، بتصرف. قال القرطبي في تفسيره 7/169: "والأصل في هذا من الطيرة، (بوزن العنبة)، وزجر الطير، ثم كثر استعمالهم حتى قيل لكل من تشاءم: تطير. وكانت العرب تتيمن بالسانح: وهو الذي يأتي من ناحية اليمنى، وتتشاءم بالبارح: وهو الذي يأتي من ناحية الشمال. انظر: بقية كلامه، ففيه فوائد جمة.
[24881]:في ج: وقال، وهو تحريف.
[24882]:هو: عيسى بن عمر الهمذاني، الكوفي، الأعمى، أبو عمر، ثقة. قرأ على عاصم وطلحة، والأعمش. توفي سنة 156هـ. انظر: معرفة القراء الكبار 1/119، وغاية النهاية 1/613، وتقريب التهذيب 375.
[24883]:بتاء مثناة من فوق، وتخفيف الطاء.
[24884]:إعراب القرآن للنحاس 2/145، 146، والمختصر في شواذ القرآن 50، بلفظ "تطيروا" (بفتح التاء المثناة من فوق، وكسر الطاء)، والمحرر الوجيز 2/443، والتبيان للعكبري 1/590، بلفظ: وقرئ شاذا، والبحر المحيط 4/370، والدر المصون 3/327.
[24885]:في الأصل: "طائرهم"، وهو مقرأ الجماعة، وليس هو المقصود بالإيراد.
[24886]:إعراب القرآن للنحاس 2/146، والمختصر في شواذ القرآن 50، والمحتسب في تبيين شواذ القراءات 1/257، والكشاف 2/139، وتفسير القرطبي 7/170، والقراءات الشاذة لعبد الفتاح القاضي 49. وفي المحرر الوجيز 2/443: "وقرأ مجاهد: تشاءموا بموسى"، وتعقبها أبو حيان في البحر المحيط 4/370 بقوله: "ينبغي أن يحمل ذلك على التفسير لا على أنه قرآن، لمخالفته سواد المصحف".
[24887]:ما بين الهلالين ساقط من "ج" و"ر".
[24888]:انظر: جامع البيان 13/48. وفي مجاز القرآن 1/226: "مجازه: إنما طائرهم، وتزاد "ألا" للتنبيه والتوكيد، ومجاز "طائرهم": حظهم ونصيبهم".
[24889]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24890]:في ر: وقال.
[24891]:جامع البيان 13/48، وتفسير ابن كثير 2/239، والدر المنثور3/519.
[24892]:ما بين الهلالين ساقط من ج. و ر: سبحانه.
[24893]:المعنى، لحق في ج.
[24894]:في ج، أوعدوا، وفي "ر" مست بفعل الأرضة والرطوبة. انظر: المصباح/ وعد.
[24895]:هو قول الزجاج في معاني القرآن 2/369، وزاد المسير 3/248. ولم أجد فيما لدي من مصادر من عزاه إلى مجاهد. وظني أن أبا محمد، رحمه الله، قد وهم في العزو.
[24896]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر، سبحانه.
[24897]:إعراب القرآن للنحاس 2/146، وتمام نصه: "لا من عند موسى، صلى الله عليه وسلم، وقومه". وأورده القرطبي 7/170، بنصه. قال الزمخشري في كشافه 2/139: "فإن قلت: كيف قيل: {فإذا جاءتهم الحسنة} بـ:"إذ"، وتعريف الحسنة، {وإن تصبهم سيئة} بـ: "إن"، وتنكير السيئة؟ قلت: لأن جنس "الحسنة" "وقوعه كالجواب لكثرته واتساعه. وأما "السيئة" فلا تقع إلا في الندرة، ولا يقع إلا شيء منها. ومنه قول بعضهم: قد عددت أيام البلاء، فهل عددت أيام الرخاء؟!".
[24898]:وهو كاف في القطع والإئتناف 340، والمكتفى 275. وجائز في علل الوقوف 2/513. وحسن في منار الهدى150.
[24899]:وهو كاف في القطع والائتناف 340، والمكتفى 275، ومنار الهدى 150. ومطلق في علل الوقوف 2/513. وتام في المقصد 150.