الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ} (138)

قوله : { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر } ، إلى قوله : { ( بلاء{[25034]} ) من ربكم عظيم }[ 138-141 ] .

والمعنى{[25035]} : وقعنا ببني إسرائيل البحر بعدما رأوا من الآيات والعبر{[25036]} فلم يتعظوا بذلك ويزدجروا{[25037]} ، حتى قالوا ، إذ{[25038]} مروا بقوم مقيمين على أصنام لهم يعبدونها : { يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة }{[25039]}[ 138 ] .

و : { يعكفون }[ 138 ] . يقيمون ويواظبون ويلازمون{[25040]} . والضم والكسر{[25041]} في " الكاف " لغتان{[25042]} .

فقال لهم موسى ، ( عليه السلام{[25043]} ) : { إنكم قوم تجهلون }[ 138 ] .

أي : تجهلون نعمة الله ( عز وجل{[25044]} ) ، عليكم وحقه ، وتجهلون أنه لا تجوز العبادة إلا لله{[25045]} ، ( سبحانه ){[25046]} .

قال ابن جريج { على أصنام لهم }[ 138 ] ، تماثيل بقر . ومن أجل ذلك شبه عليهم السامري بالعجل{[25047]} .

يريد أنه من تلك البقر التي رأيتموها تعبد . فعبدوه أربعين يوما .

وهؤلاء القوم الذين مروا بهم عاكفون على عبادة الأصنام ، قيل : هم من لخم{[25048]} . قاله قتادة{[25049]} .

وقيل : بل كانوا من الكنعانيين الذين أمر موسى ، ( عليه السلام{[25050]} ) ، بقتالهم{[25051]} .


[25034]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[25035]:في ج: المعنى.
[25036]:والعبر في الأصل: والعبد، بدال مهملة، وهو تحريف، وفي ج: طمس جزء منها بفعل الأرضة. والتصويب من ر، وجامع البيان.
[25037]:في ج: ينزجروا.
[25038]:في الأصل: إذا، وهو تحريف.
[25039]:هنا إيجاز يوضح بما في جامع البيان 13/80، الذي نقل عنه مكي.
[25040]:قال في تفسير المشكل من غريب القرآن 174: أي: يقيمون. وفي معاني القرآن للزجاج 2/371: أي: يواظبون عليها ويلازمونها،... ومن هذا قيل للملازم للمسجد: معتكف.
[25041]:في ر: وللكسر، وهو تحريف.
[25042]:قال في الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/475: "وهما لغتان مشهورتان...، يقال: عكف يَعْكِفُ ويَعْكُفُ بمعنى: أقام على الشيء. قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر، وأبو عمرو: بضم الكاف. وقرأ حمزة، والكسائي بكسرها. قال الكسائي: هي لغة بني تميم، كما في تفسير القرطبي 7/147. انظر مصادر تخريج قراءة {يعرشون} فيما سلف قريبا. 2528، هامش 7.
[25043]:ما بين الهلالين ساقط من (ج) و(ر).
[25044]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[25045]:في الأصل: الله، وهو سبق قلم.
[25046]:ما بين الهلالين ساقط من (ج) و(ر). والفقرة مستخلصة من جامع البيان 13/80.
[25047]:التفسير 134، وجامع البيان 13/80، بتصرف. وانظر: البحر المحيط 4/377، والدر المنثور 3/533.
[25048]:انظر: الاشتقاق لابن دريد 376، وما بعدها، ومعجم قبائل العرب 3/1011. قال الشهاب في حاشيته على تفسير البيضاوي 4/211: "هو باللام، والخاء المعجمة: حي من اليمن كانت ملوك العرب منهم في الجاهلية. وعن الزمخشري: أنه قبيلة بحضرموت. والذي صححه ابن عبد البر في كتاب: "النسب" أن لخما وجذاما أخوان، ابنا عدي بن عمرو بن سبا، اقتتلا فجذم لخم أخاه فسمي: جذاما، ولطمه الآخر فسمي لخما؛ لأن "اللخمة: اللطمة".
[25049]:جامع البيان 13/81، بتصرف. وينظر تفسير ابن أبي حاتم 5/1553، وزاد المسير 3/254، والدر المنثور 3/533.
[25050]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر، طمس بفعل الرطوبة والأرضة.
[25051]:جامع البيان 13/81.