الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (59)

والمعنى : أنه خبر من الله ( عز وجل{[24072]} ) أنه أرسل نوحا إلى قومه : منذرا بأسه{[24073]} ومخوفا من عقاب{[24074]} ، فقال لمن كفر منهم : { اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }[ 59 ] ، تعبدونه إلا الله ، فاعبدوه ولا تشركوا به ، { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم{[24075]} }[ 59 ] .

قال عكرمة : إنما سمي نوح نوحا لأنه كان ينوح على نفسه{[24076]} ، أي : يكثر ذلك .

قال ابن عباس : أرسل نوح{[24077]} إلى قومه بعد أربعين سنة{[24078]} .

قال الكلبي{[24079]} عنه{[24080]} : بعد آدم بثمان مائة سنة ، أرسله الله ( عز وجل{[24081]} ) بالشريعة ، بتحريم البنات والأمهات والأخوات والعمات والخالات ، وسائر الفرائض{[24082]} .

قال وهب : نوح أول نبي بعث بعد إدريس ( عليه السلام{[24083]} ) ، فلبث في قومه أربع مائة سنة{[24084]} ، قبل أن يبعثه{[24085]} الله ( عز وجل{[24086]} ) إلى قومه{[24087]} .

وعنه أيضا أنه قال : بعثه ( عز وجل{[24088]} ) إلى قومه وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثلاثة قرون من قومه لا يجيبه أحد إلا قليلا منهم ، فأوحى الله ( عز وجل ) إليه : " أن اصنع الفلك " ، وليكن طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسين ( ذراعا ) ، وارتفاعها ثلاثين ذراعا ، وليكن بابها في عرضها . وادخل الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك ، ومن آمن بك ، ومن كل شيء اثنين اثنين ذكورا وإناثا ، فإني منزل المطر على الأرض أربعين يوما وليلة ، فأُتلف{[24089]} كل شيء خلقته على الأرض ، وأن تعمل{[24090]} تابوتا فيه جسد آدم ( عليه السلام{[24091]} ) ، وتجعل{[24092]} التابوت من خشب الشمشار ، وتجعل{[24093]} معه زاد سِنة ففعل نوح ، وأرسل الله ( عز وجل{[24094]} ) ماء الطوفان على الأرض في سنة ألف{[24095]} وستمائة من عمر نوح ، فأقام نوح في الماء خمسين ومائة يوم ، [ ثم ]{[24096]} استقرت على الجودي ، وهو جبل بأرض{[24097]} الجزيرة{[24098]} ، وكان وقت استقلال السفينة في عشر خلون من رجب ، وخرج إلى الأرض في عشر خلون من محرم{[24099]} ، وكان معه في السفينة ولده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، ونساؤهم ، وأربعون{[24100]} رجلا ، وأربعون امرأة ممن آمن ( به ){[24101]} .

قوله: (لقد اَرسلنا نوحا إلى قومه)، [58، 59، 60]، الآيات الثلاث.

لام (لقد) لا توكيد {[24102]} بمعنى القسم.


[24072]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24073]:في جامع البيان 12/498: منذرهم بأسه.
[24074]:كذا الأصل، وفي ج، أفسدته الأرضة. وفي جامع البيان ومخوفهم سخطه.
[24075]:جامع البيان 12/498، بتصرف.
[24076]:الدر المنثور 3/479، وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير 5/1505، عن يزيد الرقاشي، بلفظ: "إنما سمي نوحا لطول ما ناح على نفسه". وساقه ابن عطية في المحرر الوجيز 2/414، والألوسي في تفسيره 8/149 بلفظ: "وقالت فرقة من المفسرين: سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه"، وعزاه أيضا إلى ابن عباس، وجويبر، ومقاتل.
[24077]:في الأصل: أرسل نوحا، وأثبت ما في ج.
[24078]:المحرر الوجيز 2/416، وتفسير القرطبي 7/149.
[24079]:هو: محمد بن السائب بن بشر الكلبي، النسابة المفسر، منهم بالكذب، ورمي بالرفض. توفي سنة 146هـ. انظر: تهذيب التهذيب "/569، وتقريب التهذيب 415.
[24080]:أي: عن ابن عباس.
[24081]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24082]:انظر: المحرر الوجيز 2/416، وتفسير القرطبي 7/149.
[24083]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24084]:تفسير الطبرسي، 8/89، والمحرر الوجيز 2/416.
[24085]:في الأصل: يبعث.
[24086]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24087]:انظر: تفسير الألوسي 8/149.
[24088]:ما بين الهلالين ساقط من جز
[24089]:في الأصل: فاتلك: وهو تحريف لا معنى له.
[24090]:في الأصل: يعمل.
[24091]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24092]:في الأصل: ويجعل.
[24093]:في الأصل: ويجعل.
[24094]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24095]:في الأصل: في ستة اللاف، وليس بشيء.
[24096]:زيادة من ج.
[24097]:بأرض، لحق في ج.
[24098]:انظر: جامع البيان 7/63، وتفسير ابن كثير 2/446.
[24099]:انظر: جامع البيان 7/62، وتفسير ابن كثير 2/447.
[24100]:في الأصل: وأربعين، وهو خطأ ناسخ.
[24101]:انظر: جامع البيان 7/56، وتفسير الخازن 2/327، وتفسير ابن كثير 2/455. وما بين الهلالين ساقط من ج.
[24102]:- في ج: تأكيد.