والمعنى : أنه خبر من الله ( عز وجل{[24072]} ) أنه أرسل نوحا إلى قومه : منذرا بأسه{[24073]} ومخوفا من عقاب{[24074]} ، فقال لمن كفر منهم : { اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }[ 59 ] ، تعبدونه إلا الله ، فاعبدوه ولا تشركوا به ، { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم{[24075]} }[ 59 ] .
قال عكرمة : إنما سمي نوح نوحا لأنه كان ينوح على نفسه{[24076]} ، أي : يكثر ذلك .
قال ابن عباس : أرسل نوح{[24077]} إلى قومه بعد أربعين سنة{[24078]} .
قال الكلبي{[24079]} عنه{[24080]} : بعد آدم بثمان مائة سنة ، أرسله الله ( عز وجل{[24081]} ) بالشريعة ، بتحريم البنات والأمهات والأخوات والعمات والخالات ، وسائر الفرائض{[24082]} .
قال وهب : نوح أول نبي بعث بعد إدريس ( عليه السلام{[24083]} ) ، فلبث في قومه أربع مائة سنة{[24084]} ، قبل أن يبعثه{[24085]} الله ( عز وجل{[24086]} ) إلى قومه{[24087]} .
وعنه أيضا أنه قال : بعثه ( عز وجل{[24088]} ) إلى قومه وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثلاثة قرون من قومه لا يجيبه أحد إلا قليلا منهم ، فأوحى الله ( عز وجل ) إليه : " أن اصنع الفلك " ، وليكن طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسين ( ذراعا ) ، وارتفاعها ثلاثين ذراعا ، وليكن بابها في عرضها . وادخل الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك ، ومن آمن بك ، ومن كل شيء اثنين اثنين ذكورا وإناثا ، فإني منزل المطر على الأرض أربعين يوما وليلة ، فأُتلف{[24089]} كل شيء خلقته على الأرض ، وأن تعمل{[24090]} تابوتا فيه جسد آدم ( عليه السلام{[24091]} ) ، وتجعل{[24092]} التابوت من خشب الشمشار ، وتجعل{[24093]} معه زاد سِنة ففعل نوح ، وأرسل الله ( عز وجل{[24094]} ) ماء الطوفان على الأرض في سنة ألف{[24095]} وستمائة من عمر نوح ، فأقام نوح في الماء خمسين ومائة يوم ، [ ثم ]{[24096]} استقرت على الجودي ، وهو جبل بأرض{[24097]} الجزيرة{[24098]} ، وكان وقت استقلال السفينة في عشر خلون من رجب ، وخرج إلى الأرض في عشر خلون من محرم{[24099]} ، وكان معه في السفينة ولده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، ونساؤهم ، وأربعون{[24100]} رجلا ، وأربعون امرأة ممن آمن ( به ){[24101]} .
قوله: (لقد اَرسلنا نوحا إلى قومه)، [58، 59، 60]، الآيات الثلاث.
لام (لقد) لا توكيد {[24102]} بمعنى القسم.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.