- قوله تعالى : ( عبس وتولى {[73634]} ) إلى قوله : ( ولأنعامكم )
هذا عتاب من الله جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم . قالت عائشة : أتى النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم وعند النبي عظماء قريش ، فجعل ( ابن ) {[73635]} أم مكتوم [ يقول ] {[73636]} : أرشدني ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه [ ويقبل ] {[73637]} على الآخرين {[73638]} يقول {[73639]} لهم : أترون {[73640]} بما أقول بأسا {[73641]} ؟ فأنزل الله ( عبس وتولى ) في ذلك {[73642]} .
قل ( ابن عباس ) {[73643]} بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة {[73644]} وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب {[73645]} ، وكان يتصداهم {[73646]} كثيرا رجاء أن يؤمنوا ، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له : ابن أم مكتو ، ( يمشي والنبي صلى الله عليه وسلم يناجيهم ، فجعل ابن أم مكتوم ) {[73647]} [ يستقرئ ] {[73648]} النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن ، وهو يقول : يا رسول الله ، علمني مما علمك الله . فأعرض عنه [ رسول صلى الله عليه وسلم ] {[73649]} وعَبَسَ ( في ) {[73650]} وجهه وتولى عنه وأقبل على الآخرين ، فما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم {[73651]} نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله ، أمسك الله بعض بصره [ وخفق ] {[73652]} ، ثم أنزل الله ( عبس وتولى ) . . [ الآيات ] {[73653]} . فلما نزل فيه ما [ نزل ] {[73654]} أكرمه الله [ وكلمه ] {[73655]} : ما حاجتك ؟ هل تريد من شيء ؟ {[73656]} .
قال قتادة : اسم ابن أم مكتوم : عبد الله بن زائدة {[73657]} ، وقيل : اسمه [ عمرو بن قيس ] {[73658]} ، واسم أمه : أم مكتوم عاتكة {[73659]} . قال مجاهد هو من بني فهر {[73660]} .
وذكر قتادة أن النبي {[73661]} صلى الله عليه وسلم استخلفه في المدينة على الصلاة في غزوتين من غزواته {[73662]} .
وروي أن الذي كان قد اشتغل النبي صلى الله عليه وسلم [ به ] {[73663]} ( عن أم مكتوم هو شيبة ابن [ ربيعة ] {[73664]} ، طمع النبي صلى الله عليه وسلم ) {[73665]} بإسلامه .
وقيل : هو أبي بن خلف {[73666]} ، كان يقبل عليه ويكنيه {[73667]} ، ويقول {[73668]} له : أبا فلان ، هل ترى بما أقول بأسا ؟ طمعا {[73669]} أن يسلم ، فيسلم بإسلامه خلق ، فأجابه المشرك فقال له : [ والدمى ] {[73670]} ، ما أرى بما تقول بأسا : فأقسم المشرك للنبي صلى الله عليه وسلم بالأصنام وترك أن يقسم بالله .
[ والدمى ] {[73671]} جمع دمية ، وهي الصورة {[73672]} من [ صور الأصنام ] {[73673]} . [ فعذل ] {[73674]} الله نبيه {[73675]} على ذلك .
وقال {[73676]} ابن زيد : أقبل ابن أم مكتوم ومعه قائده ، فما بصر به النبي صلى الله عليه وسلم –وكان مقبلا على رجل من عظماء قريش قد طمع في إسلامه- أشار إلى قائده ( أن كُفّه ) {[73677]} فدفعه ابن أم مكتوم ، فعند ذلك عبس النبي في وجهه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه بعد ذلك {[73678]} .
وقال {[73679]} سفيان : كان النبي صلى الله عليه وسلم-بعد ذلك- إذا {[73680]} رآه بسط له رداءه ، وقال مرحبا [ بمن ] {[73681]} عاتبني فيه ربي جل وعز {[73682]} .
قال ابن زيد : كان [ يقال ] {[73683]} : لو أن رسول الله كتم من الوحي شيئا لكتم هذا على {[73684]} نفسه {[73685]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.