الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ} (30)

- ثم قال تعالى : ( والأرض بعد ذلك دحاها )

قال ابن عباس : خلق الله-جل ذكره- الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها ، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ثم دحا الأرض بعد ذلك {[73563]} .

وقال عكرمة عنه {[73564]} : وضع الله البيت على الماء على [ أربعة ] {[73565]} أركان قبل أن [ يخلق ] {[73566]} السماء بألفي عام ، ثم دحيت الأرض من تحت البيت {[73567]} .

وقال مجاهد : معناه : والأرض مع ذلك دحاها {[73568]} ، بمنزلة قوله : ( عتل بعد ذلك زنيم ) {[73569]} ، أي : مع ذلك ؟ وروي مثل ذلك {[73570]} عن السدي {[73571]} .

والدحو {[73572]} في كلام العرب : البسط والمد {[73573]} .

قال قتادة والسدي : ( دحاها ) " بسطها " {[73574]} .

وقيل معناه : والأرض قبل ذلك دحاها ، أي : قبل خلق السماوات {[73575]} ، لأنه قال في موضع آخر : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق السماوات والارض في يومين ) ، ( ثم قال ) {[73576]} : ( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها [ وقدر فيها ] {[73577]} أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) ، ثم قال : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللارض {[73578]} . . . ) {[73579]} .


[73563]:- انظر المصدر السابق 30/45.
[73564]:- يعني عن ابن عباس.
[73565]:- م: أبعة.
[73566]:- م: يخلق بحر (كذا ولم أفهمه).
[73567]:- انظر رواية عكرمة عن ابن عباس في جامع البيان 30/45.
[73568]:- انظر المصدر السابق. وفي المحرر 16/225 أنه قرأ بها كذلك.
[73569]:- القلم: 13. وانظر تفسيرها ص: 137-38 من هذا التفسير. وقد ذكر هناك عن أبي عبيدة: "بعد ذلك أي مع ذلك". وانظر مجاز أبي عبيدة 2/265 وانظر أيضا جامع البيان 30/45 وتفسير القرطبي 19/205.
[73570]:- أ، ث: مثله.
[73571]:- انظر جامع البيان 30/46.
[73572]:- ث: والدحر.
[73573]:- انظر إعراب النحاس 5/146. وفي الاشتقاق: 511 (دحاها): بسطها وسواها".
[73574]:- جامع البيان 30/46 وأخرجه عن سفيان أيضا. وانظر قول قتادة أيضا في الدر 8/411 وهو قول ابن عباس في تفسير الماوردي: 4/396.
[73575]:- ث: السموات خلق. وهذا القول حكاه القرطبي في تفسيره 19/205 والشوكاني في فتح القدير 5/379.
[73576]:- ساقط من ث.
[73577]:- ساقط من م.
[73578]:- ث: فقال لها وللأرض ايتيا.
[73579]:- فصلت: 9، 10، 11.