الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

- ثم قال تعالى : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو/ ضحاها )

أي : كأن هؤلاء المكذبين بالساعة يوم يرون الساعة قد قامت لم يلبثوا في الدنيا إلا عشية يوم أو ضحى تلك العشية . والعرب تقول : " أتيتك {[73622]} العشية أو غداتها " ، أو " آتيك {[73623]} الغداة {[73624]} أو عشيتها {[73625]} " ، أي : كأن هؤلاء القوم المكذبين إذا رأوا قيام الساعة وهولها وعظيم أمرها لم يلبثوا إلا عشية يوم أو غداة يوم {[73626]} . روي أنهم يختفون {[73627]} في قبورهم [ خفتة ] {[73628]} قبل بعثهم ، [ فعلى ] {[73629]} هذا [ يقولون ] {[73630]} : لبثنا يوما أو بعض يوم ، ويظنون أنه لم يلبثوا إلا عشية ( يوم ) {[73631]} أو ضحى يوم .


[73622]:- ث: ايتك.
[73623]:- أ:واتيتك.
[73624]:- ث: الغراة.
[73625]:- أ: عشيها. وانظر معنى الآية الذي ذكره مكي وما حكاه عن العرب في معاني الفراء 3/234 وفيه : "آتيك العشية أو غداتها، وآتيك الغذاة أو عشيتها، تكون العشية في معنى: آخر، والغداة في معنى: أول" وانظر جامع البيان 30/49 وزاد المسير 9/25 وتفسير القرطبي 19/210.
[73626]:- انظر جامع البيان 30/49.
[73627]:- "يقال للرجل إذا مات: قد خَفَتَ، أ]: انقطع كلامه، وخَفَتَ خُفَاتاً أي: مات فجأة" اللسان (خفت). والأصل في ذلك أنه يقال: خَفَتَ الصوت إذا ضعُف وسكن، فكأن الميت يخْفُتُ صوته إلى درجة الانقطاع.
[73628]:- م: خفة. ث: خفتت.
[73629]:- م: فعل.
[73630]:- م: يقول.
[73631]:- ساقط من ث.