الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ} (25)

- ثم قال تعالى : ( فأخذه الله نكال الآخرة والاولى )

قال ابن عباس ومجاهد والشعبي : الأولى : قوله : ( ما علمت لكم من اله غيري ) {[73533]} ، والآخرة قوله : ( أنا ربكم الاعلى ) . وكان بين الكلمتين أربعون سنة {[73534]} وقاله ابن زيد {[73535]} .

وقال {[73536]} أيضا : معناه {[73537]} عذاب الدنيا والآخرة عجل له الغرق مع ما أعدّ له في الآخرة من العذاب {[73538]} .

وعن الحسن أنه قال : معناه عذاب الدنيا والآخرة ، وهو قول قتادة {[73539]}

وقال أبو رزين {[73540]} : الأولى عصيانه ربه وكفره ، والآخرة : قوله : ( أنا ربكم الاعلى ) {[73541]} .

وعن مجاهد أيضا أن معناه : أخذه الله [ بأول عمله ] {[73542]} وآخره {[73543]} . " ونكالا " مصدر من معنى " أخذه " ، [ لأن معنى " أخذه " ] {[73544]} نكّل به {[73545]} .


[73533]:- القصص: 38.
[73534]:- كتب هذا الرقم في ث هكذا: ه ع.
[73535]:- انظر قول ابن زيد وغيره ممن ذكرهم مكي في جامع البيان 30/41-42. وانظر زاد المسير 9/21 حيث حكاه أيضا عن عكرمة ومقاتل والفراء. انظر معاني الفراء 3/233. وقال ابن كثير في تفسيره 4/499: "والصحيح الذي لا شك فيه في معنى الآية أن المراد بقوله {نكال الآخرة والأولى} أي: الدنيا والآخرة" ا. ﻫ بتصرف.
[73536]:- ث: وقال ابن زيد.
[73537]:- ث: سمعناه.
[73538]:- انظر المحرر 16/224 والبحر 8/422.
[73539]:- انظر قول الحسن وقتادة في جامع البيان 30/42، وزاد المسير 9/21.
[73540]:- أ: ابن زيد.
[73541]:- انظر قول أبي رزين في جامع البيان 30/42 وزاد المسير 9/21.
[73542]:- م، ث: بأول عمله عمله.
[73543]:- انظر جامع البيان 30/42 وفيه: "أول عمله وآخره" وانظر زاد المسير 9/21.
[73544]:- ساقط من م.
[73545]:- أ: له. وانظر معاني الأخفش 2/729 وجامع البيان 30/43 ومعاني الزجاج 5/280، وذكر صاحب اللسان، (نكل)، عن الجوهري: "نكل به تنكيلا: إذا جعله نكالا وعبرة لغيره. ويقال: نكَّلْت بفلان: إذا عاقبته في جرم أجرمه عقوبة تُنكِّل غيره عن ارتكاب مثله". وانظر معنى "النِّكْلِ" في تفسير قوله تعالى {إن لدينا أنكالا وجحيما} (المزمل: 12) ص 272 من هذا التفسير