تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (17)

وقوله تعالى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ) يشبه أن [ يكون ][ ساقطة من الأصل وم ] هذا صلة قوله : ( ائت بقرآن غير هذا أو أبدله ) أي كيف تطلبون مني إتيان غيره وتبديل أحكامه ، وأنتم[ في الأصل وم : وقد ] تعرفون قبح الكذب وفحشه ؟ فكيف تسألونني الإفتراء على الله وتكذيب آياته .

ويحتمل أن يكون صلة ما أدعوا عليه[ في الأصل وم : إليه ] أنه افتراء من عند نفسه ؛ يقول : إنكم لم تأخذوني بكذب قط ( فقد لبثت فيكم عمرا ) فكيف تنسبونني إلى الكذب على الله ، وقد عرفتم قبح الكذب على الله وفحشه . ويحتمل [ أن يكون ][ ساقطة من الأصل وم ] على الابتداء .

ثم قد ذكرنا أن قوله : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) استفهام ، وجوابه[ في الأصل وم : فجوابه ] ما قاله أهل التأويل : لا أحد أبين ظلما وأفحش ( مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) لأن تفسيره ما قالوه ، وقد ذكرنا هذا في غير موضع . ( أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ) الافتراء على الله تكذيب بآياته ، وتكذيب آياته افتراء على الله .