الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (17)

قوله : { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا } إلى قوله { يشركون }[ 17 -18 ] والمعنى فمن أشد ظلما يا محمد{[30685]} { ممن افترى على الله كذبا }[ 17 ] : أي : اختلف على الله الكذب { أو كذب بآياته }[ 17 ] : أي : بحججه ، ورسله{[30686]} .

{ إنه لا يفلح المجرمون }[ 17 ] الهاء كناية عن الأمر ، و المجرمون : الذين اجترموا الكفر ، أي : اكتسبوه .

******

18

ثم وصفهم الله{[30685]} تعالى ، فقال : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم }[ 18 ] : وهي الأصنام ، لا يضرهم ترك عبادتها ، ولا تنفعهم{[30686]} عبادتها{[3]} .

وقال الطبري : المعنى{[4]} : ( ولا تنفعهم{[5]} عبادتها في الدنيا ، ولا في الآخرة{[6]} .

ثم قال عنهم : { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله }[ 18 ] : كانوا يعبدون الأصنام ، رجاء أن تشفع لهم عند الله سبحانه{[7]} .

ثم قال : ( قل ) – يا محمد – { أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض }[ 18 ] : أي : أتخبرون{[8]} الله بما لا يكون في السماوات{[9]} ، ولا في الأرض أن تشفع الآلهة لأحد{[10]} .

{ سبحانه وتعالى عما يشركون }[ 18 ] : أي تنزيها له وعلوا عن شركهم{[11]} .


[3]:أ: إذ.
[4]:أ: الاولى والثانية والثالثة.
[5]:ساقط من أ.
[6]:م: هذه الأشياء وسخرها.
[7]:م، ث: فكيف.
[8]:ساقط من أ.
[9]:أ: قال.
[10]:ساقط من أ.
[11]:في تنوير المقياس 509: "بقوتها وشدتها تقوم بحملها ولا يقوم غيرها".
[30685]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/45.
[30686]:ق: ورسوله، وانظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/45.