وقوله تعالى : ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ) قال أهل التأويل ( أذقنا الناس ) يعني يأهل مكة إذا أصابهم سعة وفرح ونجاة مما يخافون عادوا إلى ما كانوا من التكذيب وعبادة الأصنام . ولكن أهل مكة وغيرهم كانوا[ في الأصل وم : أنهم ] إذا أيسوا ما يعبدون من الأصنام والأوثان فزعوا إلى الله ، يخلصون[ في الأصل وم : ويخلصون ] له الدين كقوله : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) الآية[ العنكبوت : 65 ] وقوله : ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما ) الآية[ يونس : 12 ] وقوله : ( وإذا مس الناس ضرا دعوا ربهم منيبين إليه )الآية[ الروم : 33 ] وغير ذلك من الآيات مما يكثر عددها ، كانت عادتهم الفزع إلى الله عند إصابتهم الشدائد والبلايا لعلمهم أن الأصنام التي كانوا يعبدونها لا تدفع عنهم ذلك .
وقوله تعالى : ( إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ) المكر في الآيات تكذيبها وردها . فيشبه أن تكون الآية ههنا [ في محمد كما كان ][ في الأصل وم : محمدا كما هو ] من أول أمره إلى آخره آية ، فمكروا به لما هموا بقتله غير مرة بقوله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا )الآية[ الأنفال : 30 ] .
ويحتمل سائر الآيات والحجج ؛ مكروا فيها ، أي كذبوها ، وردوها ( قل الله أسرع مكرا ) المكر الأخذ من غير أن يعمل هو به . يقول : ( الله أسرع ) أخذا ، يأخذكم[ من م : في الأصل : يأخذهم ] ، وأنتم لا تعلمون به ، ولا تقدرون أن تأخذوا رسول الله ، وتمكروا به إلا وهو يعلم بذلك ، وهو أسرع أخذا منكم ( إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ) فهم الحفظة .
ويحتمل قوله : ( قل الله أسرع مكرا ) أي أسرع [ جزاء ومكرا ][ في الأصل وم : الجزاء والمكر ] منكم وأسرع أخذا من حيث لا تعلمون أنتم . وقال بعض أهل اللغة : المكر بالآيات هو الرد والجحود لها ، وقال بعضهم : استهزاء بها ، فهو واحد ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.