السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (17)

ولما أقيمت الدلائل على أنّ هذا القرآن من عند الله وجب أن يقال : إنه ليس في الدنيا أحد أجهل ولا أظلم على نفسه من منكر ذلك كما قال تعالى : { فمن } أي : لا أحد { أظلم ممن افترى } أي : تعمد { على الله كذبا } أي : أيّ كذب كان من شريك أو ولد أو غير ذلك ، وكأنّ الأصل مبنيّ على تقدير أن يكون هذا القرآن من عند الله ، ولكنه وضع هذا الظاهر مكانه تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف { أو كذب بآياته } أي : دلائل توحيده فكفر بها كما فعلتم أنتم ، وذلك من أعظم الكذب ، وقوله تعالى : { إنه } أي : الشأن { لا يفلح } بوجه من الوجوه { المجرمون } أي : المشركون تأكيد لما سبق من هذين الوصفين .