تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَۖ وَمَآ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِيدٖ} (97)

وقوله تعالى : ( إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) قد ذكرنا أن الملأ هو اسم الجماعة واسم الأجلة والأشراف . وهو كان مبعوثا إلى الأشراف من قومه وإلى الجماعة جميعا ؛ خص بعثه إلى فرعون وملئه ، وإن كان مبعوثا إلى الكل /245-ب/ لما العرف في الملوك أنهم إنما يخاطبون الكبراء منهم والأشراف ، وإن كان المقصود من الخطاب الكل .

وقوله تعالى : ( فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ) قال بعضهم : هو ما ذكر في حم المؤمن حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )[ الآية : 29 ] فأطاعوا فرعون في قوله .

يقول الله : ( وما أمر فرعون برشيد ) أي بهدي . أو يقول : ما الأمر الذي عليه فرعون برشيد ، بل هو ضلال .

ولكن عندنا أنهم أطاعوا فرعون في جميع أمره ونهيه في عبادة الأصنام وغيره ، وهو ما ذكرنا ( فاستخف قومه فأطاعوه )[ الزخرف : 54 ] وقوله تعالى : ( وما أمر فرعون برشيد ) أي ليس بهدى ، بل كان أمره [ ضلالا ؛ إذ ][ في الأصل : ضلال حيث ، في م : ضلالا حيث ] كان هو ضالا مضلا .