وقوله تعالى : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ ) قوله : ( ما نفقه ) يحتمل ما نفهم ، وما نعقل ( كثيرا ) مما تقول لأن كلامك كلام مجانين ، وهذه هي عادة القوم ؛ كانوا ينسبون الرسل إلى الجنون . ويحتمل ( ما نفقه ) ما نقبل ( كثيرا مما تقول ) فإن كان على الفهم فهو كقوله : ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )[ الملك : 10 ] وهم كانوا فريقين .
[ فريق ][ ساقطة من الأصل وم ] كانوا يقولون : قلوبنا أوعية العلم كقولهم : ( قلوبنا غلف )[ البقرة : 88 ] فإن كان ما تقولوا حقا نفهم ونعقل كما نعقل غيره ، وفريق /245-أ/ قالوا ( قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر )[ فصلت : 5 ] كانوا يعقلون أنهم لا يفهمون ولا يفقهون لأن قلوبهم في أكنة وفي آذانهم وقرا .
الفريق الأول يقول : إن قلوبنا أوعية للعلم . فلو كان [ قولك ][ ساقطة من الأصل وم ] حقا لعقلنا[ في الأصل وم : لنعقل ] كما عقلنا غيره ، فهؤلاء يصرفون العيب إلى الرسول وأولئك إلى أنفسهم . فعلى ذلك قوم شعيب يحتمل أن يكون كذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً ) يحتمل هذا وجهين
أحدهما : أي إنك لست من كبرائنا وأجلتنا إنما أنت من أوساطنا . وعلى ذلك الأنبياء إنما بعثوا من أوساط الناس لا من كبرائهم من أمر الدنيا . فالقوي والعزيز عند أولئك القوم من عنده الدنيا والمال . وأما من لم يكن عنده المال فهو عندهم ضعيف ذليل لأنهم لم يعرفوا الدين ولا يؤمنون بالآخرة لذلك قالوا ما قالوا .
والثاني : لست أنت بذي قوة وبطش في نفسك ، وقد ذكر أنه كان ضعيفا في بصره ونفسه . يحتمل وصفهم [ إياه ][ ساقطة من الأصل وم ] بالضعيف لهذين الوجهين والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ) أي قبيلتك وقيل : عشيرتك ( لرجمناك ) الرجم يحتمل القتل ويحتمل اللعن والشتم .
ثم يحتمل قوله : ( وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ) وجهين
أحدهما : ( وَلَوْلا رَهْطُكَ ) أي لولا حرمة رهطك لرجمناك كأنهم كانوا يحرمون [ رجمه ][ ساقطة من الأصل وم ] لموفقة رهطه إياه في العبادة ؛ أعني عبادة الأوثان وعلى ما هم عليه .
والثاني : ( وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ) خوفا منهم لما ذكر أنه كان كثير العشيرة والقبيلة كانوا يخافون عشيرته ، فلم يؤذوه والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وما أنت علينا بعزيز ) أي ما أنت [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] أجلتنا وكبرائنا ، إنما أنت من أوسائطنا ، [ لست ][ ساقطة من الأصل وم ] علينا بعزيز ، لأن العزيز عندهم من كان عنده المال والدنيان لا يعرفون العز بغير ذلك ولم يكون عند شعيب الدنيا لذلك نسبوه إلى ما ذكروا[ في الأصل وم : ذكر ] أو أنت ذليل عندنا ، ليست بعزيز . فيكون صلة قوله : ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.