تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ} (82)

وقوله تعالى : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا ) يحتمل جاء المراد بأمرنا ، أو أمره هو جعله عاليها سافلها .

ثم قال أهل التأويل : قوله : ( جعلنا عاليها سافلها ) أدخل جبريل جناحه تحت قريات لوط ، فرفعها إلى السماء ، ثم قلبها ، فجعل ما هو أعلاها أسفلها ، فهوت إلى الأرض . فذلك قوله : ( والمؤتفكة أهوى )[ النجم : 53 ] قيل : أهواها جبريل من السماء إلى الأرض . وأمكن أن تكون إذ أهلكهم جعلهم تحت الأرض ، فذلك جعل أعلاها أسفلها .

لكن أهل التأويل حملوا على ما ذكرنا ، وأجمعوا على ذلك . وقال بعضهم : قلبت القرى ، وجعل أعلاها أسفلها على ما ذكرنا ، وأرسلت الحجارة على من كان غائبا عنها .

وقوله تعالى : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ) قال بعضهم : أمطرنا الحجارة عليها ثم قلبها جبريل . وقال بعضهم : أمطر عليها الحجارة بعد ما قلبها جبريل فسواها ، وكل واحد منهم كان غائبا عن بلده [ جاءه حجر مكتوب عليه ][ في الأصل وم : جاءت عجلا مكتوب عليها ] اسمه ، فقتله حيث كان والله أعلم .

وقوله تعالى : ( من سجيل ) قال بعضهم : السجيل هو اسم المكان الذي منه رفع الحجر الذي أمطرهم[ في الأصل وم : أمطرنا ] . قال بعضهم : هو طين مطبوخ كالآجر . وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : [ سنك وجل ][ هذه عبارة فارسية معناها حجر وطين ، انظر تفسير الطبري ج15/434 ] ( منضود ) نضد الحجر بالطين وألصق بعضه ببعض .