تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ} (98)

وقوله تعالى : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) قال بعضهم : أي صار قدامهم ، وقال بعضهم : يقود قومه إلى النار حتى يوردهم إلى النار . ويحتمل قوله : ( يقدم قومه ) أي يكون إماما لهم في الآخرة يتبعون أثره كما كان إمامهم في الدنيا ، فاتبعوه كقوله : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم )[ الإسراء : 71 ] وكقوله : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار )[ القصص : 41 ] أخبر أنهم يكونون أئمة لهم في الآخرة .

ويشبه أن يكون قوله : ( فأوردهم النار ) أي دعاهم في الدنيا وأمرهم بأمور توردهم النار تلك الأعمال ؛ ( فما أصبرهم على النار )[ البقرة : 175 ] أي ما أصبرهم على عمل أهل النار . قال بعضهم : يتبعونه حتى يدخلهم النار .

وقوله تعالى : ( وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) قال بعضهم : بئس المدخل المدخول ، والورود هو الدخول والمورود هو المدخول . سمى الجزاء باسم سببه . قال ابن عباس رضي الله عنه جميع ما ذكر في القرآن من الورود فهو دخول منهم كقوله : ( وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) وقوله : ( وإن منكم إلا واردها )[ مريم : 71 ] وقوله : ( أنتم لها واردون )[ الأنبياء : 98 ] [ وقوله : ][ ساقطة من الأصل وم ] ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )[ مريم : 86 ] فقال ، والله [ أعلم : ][ ساقطة من الأصل وم ] ليردنها كل بر وفاجر ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )[ مريم : 72 ] .