تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَٰقَوۡمِ لَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شِقَاقِيٓ أَن يُصِيبَكُم مِّثۡلُ مَآ أَصَابَ قَوۡمَ نُوحٍ أَوۡ قَوۡمَ هُودٍ أَوۡ قَوۡمَ صَٰلِحٖۚ وَمَا قَوۡمُ لُوطٖ مِّنكُم بِبَعِيدٖ} (89)

وقوله تعالى : ( لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ ) بالغرق ( أو قوم هود ) بالريح الصرصر ( أو قوم صالح ) بالصيحة على ما ذكر . قال بعضهم : ( لا يجرمنكم ) أي لا يحملنكم ( شقاقي ) قيل خلافي ( أن يصيبكم مثل ما أصاب ) أولئك . وقيل : لا يكسبنكم عداوتي .

وقال الحسن ( شقاقي ) ضراري . لكن يرجع إلى معنى واحد لأنه إذا ثبتت العداوة ثبتت المخالفة والبغض والضرر ، فكل ما ذكر فهو واحد . وأصل الجرم الإثم والكسب ثم يخرج إنذاره إياهم يمن هلك من الأمم على وجهين :

أحدهما : أن قوم شعيب قوم لا يؤمنون بالبعث والقيامة فأنذرهم بمن هلك من الأمم السالفة ؛ لأنه لو كان [ لا ][ ساقطة من الأصل وم ] ينذرهم بالبعث لكان لا ينجع فيهم أنهم لا يؤمنون به .

والثاني : أنذرهم بأولئك لأنهم كانوا يقلدون آباءهم في عبادة الأوثان ، ويتبعونهم ، فيقول : إنكم تقلدون آباءكم وتتبعونهم في عبادة الأوثان ، فتبعوهم أيضا بما بلغ[ في الأصل وم : بلغوا ] إليكم من هلاك أولئك بعبادتهم الأوثان وتكذيبهم الرسل فإذا قلدتموهم في ذلك فهلا تقلدونهم وتتبعونهم في ما أصابهم . أو يقول : إنكم تقلدون آباءكم الذين عبدوا الأوثان ، وقد هلكوا ، فلا تقلدون من لم يعبدها[ في الأصل وم : يعبد ] منهم ، ونجا ، وقد عرفتم أن من هلك [ منهم بما هلك ؟ ][ في الأصل وم : معكم ] ومن نجا منهم[ في الأصل وم : معكم ] بم نجا ؟ والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وما قوم لوط منكم ببعيد ) أي [ إن ][ من م ، ساقطة من الأصل ] نسيتم من مضى منهم فلا تنسوا[ في الأصل وم : فلا تنسون ] ما نزل بقوم لوط وليسوا هم ببعيد منكم .