تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَمَنۡ هُوَ كَٰذِبٞۖ وَٱرۡتَقِبُوٓاْ إِنِّي مَعَكُمۡ رَقِيبٞ} (93)

وقوله تعالى : ( وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ) هذا يخرج على وجهين :

أحدهما : أن كونوا على دينكم الذي أنتم عليه وأنا أكون على ديني كقوله : ( لكم دينكم ولي دين )[ الكافرون : 6 ] لأن قوم شعيب قالوا لشعيب : ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا )[ الأعراف : 88 ] فقال لهم عند ذلك . وهذا إنما يقال عند [ الإياس منه ][ في الأصل وم : الأيس عن ] إيمانهم كقوله : ( لا حجة بيننا وبينكم )[ الشورى : 15 ] وأمثاله .

والثاني : قوله : ( اعملوا على مكانتكم إني عامل ) أي اعملوا في كيدي والمكر في هلاكي ( إني عامل ) ذلك بكم . وهو كما قال غيره من الرسل ( فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون )[ الآية : 55 ] وقوله : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين )[ الأعراف : 71 ] ونحوه .

وقوله تعالى : ( سوف تعلمون ) في العاقبة وعيد ( من يأتيه عذاب يخزيه ) أو ( سوف تعلمون ) في العاقبة من يأتي منا عذاب يخزيه نحن أم[ في الأصل وم : أو ] أنتم ؟ من هو كاذب ؟ وتعلمون في العاقبة من الكاذب منا نحن أم[ في الأصل وم : أو ] أنتم ؟ لأن كل واحد من الفريقين يدعي على الفريق الآخر الكذب والافتراء على الله ؟ والصادق عليه ( وارتقبوا إني معكم رقيب ) ارتقبوا هلاكي ، وأنا أرتقب هلاككم ، أو ارتقبوا لمن العاقبة منا ، لنا أم[ في الأصل وم : أو ] لكم ، ( إني معكم رقيب ) والله أعلم .