الآيتان 81 و82 : وقوله تعالى : { واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا } { كلا } فإن كان على حقيقة العز فهو في القادة منهم والمتبوعين الذين عبدوا تلك الأصنام ليتعززوا بذلك ، ولا يذلوا{[12092]} ، وتدوم لهم الرئاسة التي كانت لهم في الدنيا . فظنوا أنهم إن آمنوا تذهب تلك الرئاسة والمأكلة عنهم .
ويحتمل قوله : { ليكونوا لهم عزا } أي نصرا ومنعة . فإن كان هذا فهو في الرؤساء منهم والأتباع في الدنيا والآخرة .
أما ما طمعوا بعبادتهم الأصنام [ فهو ]{[12093]} النصر في الآخرة ، وهو كقولهم : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] وقولهم{[12094]} : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] طمعوا بعبادتهم الأصنام النصر والشفاعة في الآخرة .
وأما في الدنيا [ فقد ] {[12095]} ظنوا أن آلهتهم التي [ اتخذوها ، وعبدوها ، تنصرهم ] {[12096]} في الدنيا حين{[12097]} قالوا : { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } [ هود : 54 ] فكيف ما كان فقد رد الله تعالى عليهم ما طمعوا : عزا كان أو نصرا .
يقول : { كلا } لأنهم أذلوا [ أنفسهم لخشب ] {[12098]} وحنوا ظهورهم لها . فكفى بذلك [ ذلا وصغارا .
وقوله تعالى : { سيكفرون بعبادتهم } قال الحسن : سيكفر عباد الأصنام في الدنيا ، ومن عبدوها{[12099]} في الآخرة أنهم ما كفروا وما عبدوها كقوله : { ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ] {[12100]} ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] . ينكرون في الآخرة أن يكونوا أشركوا فيه غيره{[12101]} ، أو عبدوا دونه .
وقال غيره من أهل التأويل : سيكفر المعبودون بالعابدين ، ويتبرؤون منهم ، وهو كقوله : { وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون } [ يونس : 28 ] وقوله : { فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون } [ النحل : 86 ] ونحوه .
وقوله تعالى : { ويكونوا عليهم ضدا } قال بعضهم : { ضدا } أي عونا . وتأويل العون هو أن تُلقى الأصنام معهم في النار ، فيحرقون فيها معهم ، فيزداد لهم عذابا ، فكانت [ عونا ] {[12102]} على إحراقهم . فعلى هذا يخرج .
وقول من{[12103]} يقول : الضد البلاء [ هو أن ] {[12104]} يكونوا بلاء عليهم على ما ذكرنا ، وهو ما قال : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } الآية [ الأنبياء : 98 ] فإذا صاروا حصبا كانوا بلاء وعونا على إحراقهم .
وقال بعضهم : { ويكونون عليهم ضدا } أي قرناء النار ؛ [ يخاصم ] {[12105]} بعضهم بعضا ، ويتبرأ بعضهم من بعض ، ويكذب{[12106]} بعضهم بعضا . فذلك كله { ويكونون عليهم ضدا } ما طمعوا منها لأنهم عبدوها في الدنيا رجاء أن يكونوا لهم شفعاء في الآخرة ونصراء ، فكانوا لهم على ضد ذلك أعداء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.