تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَمۡ لَهُمۡ ءَالِهَةٞ تَمۡنَعُهُم مِّن دُونِنَاۚ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَ أَنفُسِهِمۡ وَلَا هُم مِّنَّا يُصۡحَبُونَ} (43)

الآية 43 : وقوله تعالى : { أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا } أي ليس لهم آلهة من دوننا ، تمنعهم من عذابنا ، هو على النفي ، أي ليس لهم الآلهة من دونه ، وإن كان ظاهره استفهاما . ثم بين موضع الاحتجاج عليهم ، وهو ما أخبر عن عجزهم حين{[12637]} قال : { لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصبحون } أي لا تستطيع الآلهة نصر أنفسها إذا أرادوا بها سوءا { ولا هم منا يصبحون } أي ينصرون .

تأويله : كيف{[12638]} عبدتم من دونه ، واتخذتموهم آلهة رجاء شفاعتهم ووسيلتهم [ حين قلتم : ] {[12639]} { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] وقلتم{[12640]} : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } ؟ [ يونس : 18 ] فإذا كانوا لا يملكون نصر أنفسهم إن أصابها سوء ، ولا يصحبها من يدفع عنها السوء ، فكيف اتخذتم آلهة دونه ؟ فمن كان عن دفع السوء عن نفسه ونصرها عاجزا فهو عن دفعه عن الآخر ونصره أعجز .


[12637]:في الأصل و م: حيث.
[12638]:أدرج قبلها في الأصل و م: أن.
[12639]:في الأصل و م: حيث قالوا.
[12640]:في الأصل و م: ونحوه وفي يقولهم.