الآية 40 : وقوله تعالى : { بل تأتيهم بغتة } أي فجأة ، لا يعلم أهلها عن وقت وقوعها { فتبهتهم } قال أهل التأويل : { فتبهتهم } فتفجأهم . والبهتة كأنها حيرة . يقول : { تأتيهم بغتة } فجأة ، فتُحيرهم ، وهو ما أخبر : { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } [ الحج : 2 ] وذلك لحيرتهم في أنفسهم ، وهو{[12622]} ما ذكر : { إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } الآية [ إبراهيم : 42 ] يصيرون حيارى لشدة أهوالها .
وقوله تعالى : { فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون } أخبر أنهم لا يملكون دفعها إذا وقعت بهم { ولا هم ينظرون } في وقوعها . إن من ابتُلي بالبلايا في الشاهد فإنما يملك دفعها{[12623]} عن نفسه إما بقوة نفسه وإما بأنصار وأعوان ، ينصرونه ، ويعينونه في دفعها{[12624]} عنه وإما بالتضرع والابتهال والاستسلام كقوله : { فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا } الآية [ الأنعام : 43 ] فأخبر عز وجل [ أنهم ] {[12625]} لا يملكون دفعها بقوى أنفسهم ولا بأنصارهم الذين استنصروا [ بهم حين ] {[12626]} قال : { ولا هم ينظرون } بالتضرع والاستسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.