الآية 42 : وقوله تعالى : { قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن } أي من يحفظكم ، ويحرسكم من عذاب الرحمن . وقيل : يدفع عنكم عذاب الرحمن . ثم هذا يخرج على وجهين :
أحدهما : قوله : { قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن } أي لو سألتهم{[12630]} من يكلؤكم من عذاب الرحمن لأقروا لك أن الرحمن هو الذي يكلؤهم{[12631]} ، ويحفظهم من عذاب الرحمن ، لا الآلهة التي يعبدونها . وهو كقوله : { قل من رب السماوات والأرض } [ الرعد : 16 ] وقوله{[12632]} : { قل من بيده ملكوت كل شيء } [ المؤمنون : 88 ] ونحوه ، فسيقولون : الله ، لا الآلهة التي يعبدونها .
فقل أنت{[12633]} كيف عدلتم عن عبادته ، وعبدتم دونه من لا يكلؤكم ، ولا يدفع عنكم العذاب ، وقد عرفتم أن الله هو الذي يكلؤكم بالليل والنهار ، وهو إله السماوات والأرض ؟ فكيف عبدتم من ليس هو بإله ؟ فيخرج على{[12634]} الاحتجاج عليهم ولزوم الحجة لهم لئلا يقولوا : { إنا كنا عن هذا غافلين } [ الأعراف : 172 ] .
والثاني : يُخَرَّجُ على التذكير والتنبيه لهم لأنهم كانوا ينكرون الرحمن ؛ ويقولون : { وما الرحمن } [ الفرقان : 60 ] ويقول{[12635]} : { وهم يكفرون بالرحمن } [ الرعد : 30 ] فيخرج قوله : { قل من يكلؤكم بالليل والنهار } أي كيف تنكرون الرحمان ، وتكفرون به ، وهو يكلؤكم بالليل والنهار عن عذابه ؟ وعلى هذا يُخَرَّجُ .
[ وقوله تعالى ] {[12636]} : { بل هم عن ذكر ربهم معرضون } أي بل هم عن ذكر ربهم الرحمن معرضون ، أ منكرون له ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.