تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَا تَجۡـَٔرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ} (65)

الآيتان 65 و 66 : ويقول أيضا : ( { لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون }{[13461]} { قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون } ؟ فإنما ( يخبرهم أنكم ) ؟ كنتم تفعلون كذا في الدنيا ، ويذكر{ إذا هم يجأرون }فلا يحتمل أن يتضرعوا إليه في الدنيا ، ثم لا يقبل منهم ذلك التضرع ( أو ينهاهم ){[13462]} عن التضرع بقوله : { لا تجأروا اليوم } فدل ذلك أنه في الآخرة ، وهو ما ذكر : { فلما رأوا بأسنا }الآية ( غافر : 84 ) .

مثل هذا يكون في الآخرة ، وفي الدنيا ما ذكر{ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }( المؤمنون : 76 ) ذكر في عذاب{[13463]} الدنيا أنهم لم يتضرعوا ( فلا يحتمل أن يتضرعوا ){[13464]} في الدنيا عند نزول العذاب بهم ( ثم ){[13465]} لا يقبل منهم التضرع والاستكانة . دل ذلك أنه ما ذكرنا . ألا ترى أنه قال : { لا تجأروا اليوم } ؟ نهاهم عن التضرع ، ولا يحتمل النهي عن ذلك .

وقوله تعالى : { إنكم منا لا تنصرون }أي تمنعون من عذابه .


[13461]:في الأصل وم: يخبر أن.
[13462]:من م، في الأصل: بقوله نهاهم.
[13463]:في م، في الأصل: العذاب.
[13464]:ساقطة من الأصل وم.
[13465]:ساقطة من الأصل وم.