فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَا تَجۡـَٔرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ} (65)

ولذلك أخبر سبحانه أنه يقال لهم حينئذ على جهة التبكيت { لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ } فالقول مضمر والجملة مسوقة لتبكيتهم وإقناطهم وقطع أطماعهم . وخصص سبحانه المترفين مع أن العذاب لاحق بهم جميعا واقع على مترفيهم وغير مترفيهم لبيان أنهم بعد النعمة التي كانوا فيها صاروا إلى حالة تخالفها وتباينها ، فانتقلوا من النعيم التام إلى الشقاء الخالص ، وخص اليوم بالذكر للتهويل والمعنى لا تصيحوا ولا تضجوا ولا تضجروا ولا تجزعوا ولا تستغيثوا . والجؤار الصراخ باستغاثة . وفي القاموس جأر كمنع جأرا وجؤرا رفع صوته بالدعاء وتضرع واستغاث ، والبقرة والثور صاحا ، والنبات طال ، والأرض طال نبتها .

{ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ } تعليل للنهي عن الجؤار ، والمعنى إنكم من عذابنا لا تمنعون ولا ينفعكم جزعكم . وقيل المعنى لا يلحقكم من جهتنا نصرة تمنعكم مما دهمكم من العذاب ،