فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَا تَجۡـَٔرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ} (65)

ثم أخبر سبحانه أنه يقال لهم حينئذٍ على جهة التبكيت : { لاَ تَجْأرُوا اليوم } فالقول مضمر ، والجملة مسوقة لتبكيتهم وإقناطهم وقطع أطماعهم ، وخصص سبحانه المترفين مع أن العذاب لاحق بهم جميعاً واقع على مترفيهم وغير مترفيهم ؛ لبيان أنهم بعد النعمة التي كانوا فيها صاروا على حالة تخالفها وتباينها ، فانتقلوا من النعيم التامّ إلى الشقاء الخالص ، وخصّ اليوم بالذكر للتهويل ، وجملة : { إِنَّكُمْ منَّا لاَ تُنصَرُونَ } تعليل للنهي عن الجؤار ، والمعنى : إنكم من عذابنا لا تمنعون ولا ينفعكم جزعكم . وقيل المعنى : إنكم لا يلحقكم من جهتنا نصرة تمنعكم مما دهمكم من العذاب .

/خ67