تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ} (15)

الآية 15 : وقوله تعالى : ]إذ تلقونه[ بالتشديد ، أي تقبلونه ، وتلقونه بالتخفيف ، أي تأخذونه من الولق ، وهو الكذب ، وكذلك قرأت{[13782]} عائشة رضي الله عنها .

وقال أبو عوسجة : ]إذ تلقونه[ أي تقولونه ، قال : تلقيت الكلام ، ولقنت ، وتلقنت ، واحد . ثم قوله : ]إذ تلقونه بألسنتكم[ من غيركم ]ويقولون بأفواهكم[ في ما بينكم . جائز أن يكونا جميعا واحدا ، أي تتكلمون ]بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم[ أي من غير أن تعلموا أن الذي قلتم من القذف قد كان ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ]وتحسبونه هينا[ قال بعضهم : تحسبون القذف ذنبا هينا ]وهو عند الله عظيم[ في الوزر .

وجائز أن يكون قوله : ]وتحسبونه[ ولا تحسبونه ]هينا[ في الدين ؛ لأن القذف يحدث نقصا في الدين . والنقصان في الدين عظيم عند الله . وتحسبونه أنتم هينا .


[13782]:انظر معجم القراءات القرآنية ح4/240.