تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (19)

الآية 19 : وقوله تعالى : ]إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا[ ( قيل في عائشة وفي المؤمنين ){[13785]} : كان أهل{[13786]} النفاق هم{[13787]} الذين أحبوا أن تشيع الفاحشة وأما{[13788]} أهل الإسلام فلا{[13789]} يحبون ذلك أبدا {[13790]} ]لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة[ لنفاقهم وقذف عائشة .

وأما ما ( قيل : ){[13791]} في المؤمنين فهو ما قال : ]يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين( .

وروي عن عمرة عن عائشة أنها{[13792]} قالت : لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فذكر ذلك ، وتلا القرآن ، فلما نزل أمر برجلين وامرأة ، فضربوا حدهم .

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عبد الله بن أبي ( بن سلول ){[13793]} وحسان بن ثابت{[13794]} ومسطح بن أثاثة الحد ، وفي بعض الأخبار : وامرأة أيضا ، وهي حمنة ( بنت جحش ){[13795]} : لكل واحد ثمانون جلدة .

ثم ما ذكر من قذف عائشة أنه ]بهتان عظيم[ وقوله : ]وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم[ ( النور : 15 ) ونحوه فجائز أن يكون ذلك في قذف كل محصنة بريئة دون أن يكون ذلك خصوصا لعائشة ، وهو كما ذكر في قذف المحصنات : ]والذين يرمون المحصنات[ الآية ( النور : 4 ) .

وقوله تعالى : ]إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا[ هذا يحتمل وجهين : أحدهما : يشيعون الفاحشة ، ويذيعونها في الذين آمنوا هم الذين تولوا إشاعتها{[13796]} وإذاعتها ( بأنفسهم ){[13797]} فيهم لهم ما ذكر من العذاب الأليم .

والثاني : ]يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا[ ليكون{[13798]} ذلك ذريعة لهم في المؤمنين ، فيقولوا{[13799]} : إن دينكم لم يمنعكم عن الفواحش والمنكر ]لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة[ لأنهم كانوا منافقين : منهم كان أول بدء القذف ، وبهم شاع . لذلك كان لهم هذا الوعيد .

وقوله تعالى : ]والله يعلم وأنتم لا تعلمون[ أي والله يعلم حقائق الأشياء ، وأنتم لا تعلمون حقائقها .

وفيه دلالة تعليق الحكم بالظواهر دون تعليقه بالحقائق .


[13785]:ساقطة من الأصل وم.
[13786]:في الأصل وم: أصل.
[13787]:من م، ساقطة من الأصل.
[13788]:في الأصل وم: وإلا.
[13789]:الفاء ساقطة من الأصل.
[13790]:في الأصل وم: في المؤمنين.
[13791]:ساقطة من الأصل وم.
[13792]:ساقطة من الأصل وم.
[13793]:ساقطة من الأصل وم.
[13794]:ساقطة من الأصل وم.
[13795]:ساقطة من الأصل وم.
[13796]:في الأصل وم:أشياعهم.
[13797]:ساقطة من الأصل وم.
[13798]:في الأصل وم: ليكونوا.
[13799]:في الأصل وم: فيقولون.