تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (61)

الآيات 61 و62 و63 وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون } { الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم } [ { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله } ]( {[15849]} ) إنهم أعلموا جميعا بألسنتهم أن الذي خلق السماوات والأرض وما سخر لهم من الشمس والقمر وما نزل من السماء من الماء وما أحيى به الأرض ، هو الله ، لا غيره . فيخرج قوله : { فأنى يؤفكون } على إثر ما أعلموا بألسنتهم ، ونطقوا به على وجهين :

أحدهما : [ { فأنى يؤفكون } ]( {[15850]} ) عما أعلموا بألسنتهم ، ونطقوا به إلى صرف الشكر والعبادة إلى الأصنام التي يعلمون أنها لم تخلق شيئا مما أعلموا بألسنتهم .

والثاني : { فأنى يؤفكون } أي في تسميتهم الأصنام آلهة على علم منهم أنها ليست بآلهة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { قل الحمد لله } على إثر ما ذكر يخرج على وجوه :

أحدها : أمره أن يحمد ربه في ما لم يبل بما بلي أولئك من التكذيب والعناد والكفر بربهم .

والثاني : أمره أن يحمد ربه لما في ذلك إظهار سفههم حين( {[15851]} ) أعلموا باللسان أن ذلك كله من الله ، وأنه خالق ذلك كله . ثم صرفوا ذلك إلى غيره .

والثالث : [ ما قال ]( {[15852]} ) بعضهم : { قل الحمد لله } على إقرارهم بذلك أنه خلق الله وأن ذلك كله منه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { بل أكثرهم لا يعقلون } يحتمل قوله : { لا يعقلون } [ وجهان :

أحدهما ]( {[15853]} ) : أي لا ينتفعون بعقولهم ؛ نفى عنهم العقول لما لم ينتفعوا بها كما نفى عنهم السمع والبصر واللسان لما لم ينتفعوا بتلك الحواس . فعلى ذلك هذا .

والثاني : لم يعقلوا لما تركوا النظر والتفكر في الأسباب [ التي ] ( {[15854]} ) بها تعقل الأشياء ، والله أعلم .


[15849]:ساقطة من الأصل وم.
[15850]:في الأصل وم: أنى يصرفون.
[15851]:في الأصل وم: حيث.
[15852]:في الأصل وم: يقول.
[15853]:ساقطة من الأصل وم.
[15854]:ساقطة من الأصل وم.